رجَّالهم ينطح براسه قبيلة!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

فور الإعلان المرتجل عن (سلق) مسابقة (شاعر المعنى) في شهر (أبريل الكذاذيبي 2008)، كتبنا نشرة نقدية (وطنية) بعنوان: (وافضحينا يا قناة الساحة)! في (2008/4/25)!!



وحاولنا أن نكشف أن الفكرة لم تقدح في رأس أهلها؛ إلا كردة فعل عاطفية سريعة على فشل الشعراء السعوديين للمرة الثالثة حينها، في تحقيق المركز الأول في مسابقة (شاعر المليون) الإماراتية! وكان الشعراء السعوديون هم الأفضل فنيًا، ولكن التصويت الجماهيري خذلهم! ولم يكن الخذلان بسبب بخل الجماهير السعودية «اسم الله عليها»؛ وإنما لرداءة خدمات الاتصالات (فيذا) مقابل تقدمها (فيذاك)!! بمعنى أن المسابقة قامت على الاصطياد في الماء العنصري العكر!! وهو ما قصده الفنان (محمد عبده)؛ حيث أوجعه أن يشهد مسرح المفتاحة موت شعر (القلطة)!!



أما من الناحية الفنية فقد قلنا في تلك النشرة: «الاعتراض هو أن «العنصرية» صبغت ثقافتنا كلها......؛ حيث العنوان العريض لأغلب «المهايطات» الحديثة هو: «قبيلتي وبس والباقي خس»!

وأضفنا: «وأهم دليلٍ على أن المسابقة تقوم على الاستدرار التجاري للعنصرية، هو رصدُ «المليون» لشاعر واحدٍ، بينما تقوم المحاورة على شاعرين على الأقل، ولا يمكن أن تحسم النتيجة، حتى آخر «نقضٍ» لآخر «فتل»! فكان أضعف الإيمان أن يقسم المليون بين متسابقين، لكنها العنصرية التي كرَّست فينا أن القمة لا تسع اثنين»!



ولكن فن (القلطة) كان يتهاوى قبل ذلك التاريخ بنحو (15) عامًا؛ ما دفع شعراء كبارًا إلى الاعتزال النهائي؛ مثل (رجا الله السواط) وهو من أساطين هذا الفن ورواده المجددين منذ الخمسينات الميلادية! ومثل الشاعر المثقف بحق وحقيق (شبَّاب السلمي)، والشاعر العملاق (عمار بن علي النصافي)، وهما من الجيل الذي قاد انحدار هذا الفن في سبيل (الفلوس)؛ كما اعترف (عبدالله بن عتقان) في لقاء لقناة (الصحراء) قبل سنوات!!



وها قد أصبح (المهايطون) اليوم كفرق (الشيلات) و(الطقاقات): تحيي (الشلة) الواحدة أكثر من مناسبة في الليلة الواحدة!! وقد لقي عدد منهم مصرعه في حادث مروري نتيجة السهر المتواصل!!

ومما يدل على أنهم (يهايطون) بما لا يفقهون هو تكرار قول بعضهم افتخارًا: (رجَّالنا ينطح براسه قبيلة)! وقد (لطشوه) من قول (صياف الحربي) لأحد أنداده: (رجَّالكم) ينطح براسه قبيلة!



وقد فهم خصمه الذكي المعنى فرد بسرعة؛ لكيلا تحفظه الصفوف، ثم (تلطم) وخرج غاضبًا؛ لأن القبيلة الوحيدة التي يمكن للإنسان مواجهتها برأسه هي (القمل)!!!!!!



[email protected]