طلب الوجاهة.. والمهر الهياط

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

انتشرت بالمجتمع في الآونة الأخيرة بعض العادات السلبية السيئة، يأتي الهياط الاجتماعي في مقدمتها، فأصبحت تقام له المحافل وتشد إليه الرحال من كل فج وصوب.

ولا نكاد ننتهي من محفل هياطي من الدرجة الثانية إلا ونسمع بمحفل هياطي من الدرجة الأولى، ولسان حال المحتفل يقول هياطي أفضل من هياطك، سواء في عدد الجمهور أو في التطبيل والمطبلين! وقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم هذه الظاهرة السلبية وإبرازها من خلال المقاطع التي يتم تداولها بشغف.

ولا نغفل الدور السلبي الذي تلعبه بعض القنوات الفضائية الشعبية، التي تقتات على برامج المحاورة المرتبطة بتصوير محافل الهياط. ومن يقوم بهذا العمل، لا يقوم به عن قناعة تامة، بأنه من الصفات الكريمة، التي يجب التحلي بها، وإنما يقوم به لنيل وجاهة اجتماعية زائفة، بظهور إعلامي مطبل يصور هياط الموائد الضخمة التي يخيل إليك أنها أعدت لآلاف من الجوعى! لتكون هذه المظاهر الباذخة والبهرجة حديث المجالس فيتحلق حولها شعراء الهياط الذين يمطرون صاحبها بقصائد المديح الزائفة، طمعا بأعطيات تجود بها نفسه!!

فهم يدركون دور الشعر في صنع الوجاهة الاجتماعية، وليس ذلك فحسب، بل في قلب المثالب إلى مناقب كقصة الشاعر الذي جعل أنف الناقة مفخرة للقوم بعد أن كانت مثلبة يأنفون منها حين قال: قوم هم الأنف والأذناب غيرهم * فمن يطاول بأنف الناقة الذنبا.

ويبقى دور المجتمع الواعي في نبذ هذه الممارسات، وصحيح أن المجتمع ضمنيا لا يتقبل هذا الهياط، لكن تأثير الإعلام وسطوة إعلام الفرد (وسائل التواصل)، رغم نقد إعلام المؤسسات والمنابر الثقافية أوجد دوائر دعم لهذا الهياط ومساحة في المجتمع يتنفس من خلالها.