اجعل لحياتك قيمة ومعنى

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

من المحتمل أنك تتعرض من فترة لأخرى للسخرية والاستهزاء من الآخرين بسبب مظهرك الشخصي أو بسبب تميزك عنهم في دراستك أو عملك أو علاقاتك الاجتماعية، ولا شك أن سخريتهم واستهزاءهم آذيا مشاعرك وهزا ثقتك بنفسك، وربما دفعك ذلك إلى الإحباط والانطواء والعزلة الاجتماعية والتراجع عن مستواك المتميز!

هذا بالتحديد ما يريده من يسخر منك أن تفشل في حياتك، لكن هل فكرت أن تحول سخريتهم واستهزاءهم ليصبح دافعا لك لتريهم أنك أفضل مما يظنون وتتعامل مع استهزائهم كما تعاملت الأمريكية «ليزي فيلاسكيز» مع من استهزأ بها!

«ليزي فيلاسكيز» التي ولدت عام 1989 وهي تعاني من «متلازمة بروجي رويد» التي تعد مرضا خطيرا ونادرا يتمثل في ظهور علامات الشيخوخة على الجلد مع نقصان الوزن بشكل حاد، ومنذ طفولتها أصبح واضحا أنها مهما تقدمت في العمر ومهما تناولت من أطعمة فلن يتجاوز وزنها «29» كجم!

سنوات طويلة و»ليزي» تعاني من مرضها النادر الذي جعل عظامها ضعيفة للغاية، وأدى إلى فقدان البصر بعينها اليمنى منذ عامها الرابع، كما أضعف جهازها المناعي، ولم يقتصر مرضها النادر على ذلك فبالإضافة إلى حالتها الصحية السيئة ظهرت على ملامحها علامات الشيخوخة وهي في سن الشباب!

في أحد الأيام اكتشفت «ليزي» وجود مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قام بتصويره شخص ما استغل لحظات عفوية لها دون أن تعلم ونشر ذلك المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «المرأة الأكثر قبحا في العالم»!

كانت مدة المقطع لا تتجاوز تسع ثواني فقط قدر عدد مشاهديه بالملايين، غالبية من رأى ذلك المقطع علقوا عليه بالسخرية والاستهزاء والضحك من وجه «ليزي»، القليل فقط من الأشخاص فكر في نفسية تلك الفتاة ومدى تقبلها لاستهزاء الآخرين من هيئتها.

وبعد أن رأت «ليزي» هذا القدر من الاستهزاء قررت أن تجعل لحياتها قيمة ومعنى فوضعت لنفسها أهدافا وعملت على تحقيقها دون الالتفات للمستهزئين بها.. كان هدفها الأول أن تتخرج في الجامعة، وهدفها الثاني أن تصدر كتابا، أما هدفها الثالث فكان أن تتحدث للناس عن تجربتها في الحياة ومع المرض كي تلهم الآخرين!

وهذا ما تحقق لها فقد تخرجت في جامعة ولاية تكساس بعد أن تخصصت في دراسة نظم الاتصالات، ونشرت سيرتها الذاتية في كتاب ثم أصدرت كتابا آخر بعنوان «كن جميلا.. كن أنت»، وبالإضافة إلى ذلك تمت استضافتها في عدد من البرامج التلفزيونية والملتقيات الشبابية وأجرت لقاءات مباشرة في العديد من القنوات التلفزيونية الأمريكية بوصفها امرأة ناجحة ملهمة!

في أحد اللقاءات سألوها عن مرضها فقالت «لقد رزقني الله بأعظم نعمة في حياتي وهي مرضي، فقد أكسبني استهزاء الآخرين بي، ووصفي بـ(أقبح امرأة في العالم) حافزا مميزا لتحقيق أهدافي والتأثير في مجتمعي بشكل قد لا يقوم به الكثير من أصحاب المظاهر الجميلة»!

أخيرا، ثق تماما أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأنك مهما حاولت إرضاءهم فلن تستطيع، فلا تحاول تغيير نفسك من أجلهم ما دمت راضيا عنها، وتأكد أن قمة الثقة بالنفس أن تصمت عندما يستهزأ بك الآخرون، ليس خوفا منهم ولا رضا بما يقولون، وإنما لأنك تعرف قيمة نفسك، ثم تثبت لهم بالعمل والمثابرة والاجتهاد أنك أفضل مما يقولون!