الهياط ليس ماركة سعودية

الجمعة - 17 فبراير 2017

Fri - 17 Feb 2017

لدينا مشكلة فعلية في التعاطي مع القضايا الداخلية التي تأخذ أشكال تصرفات مجتمعية أو فردية، خاصة حين نتداول الأمور التي تكون فوق الطبيعي وغير مقبولة على المستوى العام أو ما يطلق عليه الهياط، الهياط مصطلح يعرف بحالة غير طبيعية يعبر فيها الفرد عن حاجاته أو قدراته أو إمكانياته، وذلك من خلال المبالغة في التصرف وإحداث الفعل أو رد الفعل، كأن يذبح الرجل لضيفه مئة ناقة، وعدد الذين سيأكلون تكفيهم كتف ناقة واحدة، والأمر إجمالا غير مقبول في أي أمر يزيد عن حده أو يقل على حد سواء، لكن لماذا يصر البعض على التركيز على الحالات التي يكون فيها السعوديون هم أبطال الراوية والهياط؟



الهياط موجود في كل العالم وشعوبه منذ أزل التاريخ، أوروبا التي نتغنى بها هي أم الهياط ومعها الغرب إجمالا، كم منهم يشتري لوحات بالملايين، بل تصل أحيانا للمليارات، كم منهم يقتني خزفية أو قطعة قماش أو بطاقة كرتونية على صورة لاعب بيسبول تباع بمئات الملايين، كم منهم من يشتري جزيرة ليدعو عليها صديقته ويطلب يدها للزواج، لماذا ننتقد هذه الأمور على أنها نزوات فردية أو بطولات رومانسية وهنا نطبع العمل الفردي باسم شعب كامل ونحمله كله وزر تصرفات فردية خاصة؟



حقيقة الأمر يحتاج قليلا إلى تريث، لأننا نعلم أن هنالك من الخارج من يريد أن يصور السعودي على أنه آلة صرف نقود بلا عقل متحركة على وجه الأرض، ويساعدهم على ذلك وجود بعض السعوديين سابقا وحاليا، وسيبقون مستقبلا من يقومون بهكذا تصرفات هياطية مجنونة، لكن التركيز عليهم وإظهار تصرفاتهم على أنها طبيعة أو عادات مجتمعية متداولة في المملكة أمر يراد به إخراج السعودي عن طوره أحيانا، وإخراج صفة الاحترام المتبادل بينه وبين بقية شعوب العالم، السعودي ليس برميل نفط متحركا بل هو إنسان عاقل متمكن متسلح بدينه وحبه لوطنه وأمته وولائه لقيادته.



نعم، نحن ضد الهياط مهما كان، لكن ما نعجب له حين يأتي من الخارج من يركز على فكرة الإساءة للمجتمع والشعب السعودي ويساعده بقصد أو بدون قصد الإعلام الحديث بأيدي شبابنا وبناتنا، ومعهم بعض المحطات الفضائية التي تخصص برامج لعرض فيديوهات لسعوديين مهايطية على سبيل الندرة، فدقة من هنا ودقة من هنالك ينغرس المسمار، ومهما حاولنا قلعه لا بد أن يترك أثرا وراءه، ولكن زدنا وعيا وانتبهنا وتعاملنا مع الأمر على أنه تصرفات فردية لا أكثر ولا أقل وهي في طريقها للزوال بفضل الوعي والعلم وانتشار ثقافة النصح والإرشاد وتدخلات الدولة في بعض الأمور التي تلزم تدخلها.



أرجوكم لا تلعبوا لعبة جلد الذات ولا تسمحوا لأعداء الخارج أن يلعبوا بكم وبكرامتكم وقيمة مكانتكم لدى شعوب العالم، واستغلوا أي موقف وأي فرصة لإظهار القيم الأصيلة الطيبة الكريمة التي تربينا عليها وتعلمناها وتشربناها من ديننا الحنيف و»سنوم» العرب الأصيلة الكريمة.