متقاعد أو.. قاعد

الخميس - 16 فبراير 2017

Thu - 16 Feb 2017

ويمكن أن نقول أيضا (قاعد) أو (متقاعد).. هناك الكثير والكثير من الحديث ومقاطع الفيديوهات والرسائل حول المتقاعد والحالات التي يمر بها منذ أول يوم يتقاعد (يقعد) فيه ومعاناة الزوجات والأزواج والأبناء، وأكثر ما لفت انتباهي رسالة واتس اب قبل فترة من الزمن بين متقاعد سعودي ومتقاعد ياباني.

بالتأكيد أن الكثير وصلته هذه الرسالة ولاحظ المقارنة الكبيرة بينهما وشعر بالسوء وبدأ يندب حظه ووجدها فاكهة جميلة لحديث المجالس.

ولكن مهلا، المفارقة موجودة للأسف ولن نستطيع أن ننكرها، ولكن في المقابل ماذا أعددنا نحن لأنفسنا لمثل هذا اليوم.

لا أتوقع أن القليل (وأنا منهم) قد أعد نفسه لمثل هذا اليوم وكأنه لن يأتي رغم اليقين بقدومه ومعرفة ذلك، ولكن للأسف مشاغل الحياة والالتزامات ألهتنا عن مصير وطريق معروف نهايته، فلنبدأ جميعا بالإعداد لذلك من خلال ضرورة ادخار مبلغ شهريا ولو كان بسيطا، ولا يصرف منه مهما كان الاحتياج (باستثناء الحالات الضرورية فقط)، وكذلك تحديد المجال الذي نحبه ونرغب العمل فيه دون كلل أو ملل حتى بعد التقاعد، ودراسته بين كل فترة وأخرى لمعرفة صدق ميولنا ورغباتنا وزيادة ثقافتنا لهذا المجال بحيث إن وصلنا نهاية طريق العمل تبدأ بداية حياتنا، ولا ننتظر المساعدة بل تطلب منا المساعدة والفرق كبير.

وأتمنى من كل المسؤولين الذين قرؤوا هذه السطور وضع أيديهم بأيدي بعض، وكل يساهم بما يستطيع في الاستثمار في هذه الشريحة المتميزة، فهم خلاصة تجارب كبيرة ومواقف كثيرة وخبرة وقدرات عظيمة لا بد من الاستفادة منها.

وأجد ضرورة عمل مركز كبير بمختلف المجالات يكون مركز استشارات يمكن الاستفادة من خلاصة تجاربهم وخبراتهم سواء بدوام ساعات أو بالطريقة المناسبة.. وأنا أتوقع أنه أكبر استثمار لهذا البلد العظيم ولهؤلاء العظماء.