إسماعيل محمد التركستاني

الصحة الالكترونية.. المعلومات الاستباقية

الأربعاء - 15 فبراير 2017

Wed - 15 Feb 2017

ذكرت في نهاية مقالي (قراران متي وكيف يكون الثالث)، أنه سيكون مقالي القادم عن ماهية هذا القرار الثالث، والذي سوف يسهم (بإذن الله) في تطوير خدماتنا الصحية، ولكنني وجدت أنه قبل الحديث عن القرار الثالث، من الضروري الحديث عن موضوعين هامين وقد يكونان ضروريين كتمهيد للحديث عن الركن الثالث في التغيير الجذري في تطوير الخدمات الصحية.

الموضوع الأول، وعودة إلى مقال سابق بعنوان (التغيير التاريخي هو: الصحة الالكترونية) والمنشور بجريدة مكة، تحدثت فيه عن أهمية إحداث ما يسمى بـ (التغيير التاريخي) أو الثورة الصحية الالكترونية (إن صحت العبارة) وذلك باستخدام التقنيات الحديثة من تطبيقات شبكية في تصحيح مسار الخدمات الصحية وتقديمها إلى المستفيدين منها، وبالتالي في تحسين وتحسن المؤشر الصحي إلى الأفضل. كيف يكون ذلك؟

وللتوضيح، جزء كبير (وهام أيضا) في الرعاية الصحية لا بد أن يتم التركيز فيه على ما يسمى بـالوقاية، وكما نعلم: فالوقاية خير من العلاج، مثلا: كيف نهتم بصحة الأسنان لدى الكبار والصغار ونجنبهم (بإذن الله) أخطار التسوس، وحيث نعلم أن كثيرا من الجيل الحالي (وجيل المستقبل) يتناول بإفراط لا حدود له المشروبات الغازية، ويتناول أيضا الحلويات التي تحتوي في تكوينها على العديد من السكريات الضارة والمصنعة.

طبعا، سبيل الوقاية والحماية لتلك الأسنان يتمثل في الاستخدام الصحيح لفرشاة الأسنان وغسول الفم (محلول المضمضة)، ولكن يأتي السؤال الهام: هل يستخدم الجيل الناشئ تلك الأدوات (المعجون والغسول) في تلافي حدوث التسوس وضرر الضروس خاصة؟ وكيف لنا أن نستخدم ونسخر تلك الثورة الالكترونية في عالم التواصل الاجتماعي (في الشبكة الالكترونية) في تصحيح المفهوم الصحي لدى الأجيال القادمة في حماية الأسنان؟

أيضا، وعلى نفس السياق، الارتفاع المخيف في مؤشر الإصابة بارتفاع سكر الدم في المجتمع، وأمراض الضغط والشرايين والقلب والسرطان والتقليل أو التغلب على عادة التدخين الضارة. تدرك القيادات الصحية وخاصة بمقام الوزارة أن لدينا الآن بالجهاز الصحي كوادر طبية من أطباء، تمريض وأخصائيين يمتلكون القدرة العلمية والعملية على الاستخدام الأمثل للتطبيقات الحديثة، ومنها تطبيقات التواصل وتوجيه النصيحة الطبية التي يمكن القول عنها بـالمعلومة الاستباقية في تلافي العديد من تلك المشاكل الصحية، والتي يمكن لنا أن نتلافى حدوثها (بإذن الله) وذلك ببناء خطة هيكلية واستراتيجية لكيفية تطبيق الحكمة القائلة: الوقاية خير من العلاج.

باختصار.. الهدر المالي الذي تعاني منه وزارة الصحة، يمكن لنا أن نتلافاه (حاضرا ومستقبلا) وذلك عن طريق وضع أهداف واضحة وثابتة للجميع (سواء كانوا من المستفيدين لتلك الخدمات أو مقدمين لتلك الخدمات)، والسير إلى تحقيقها عن طريق هيكلية إدارية في صنع القرار الصحي.. وفي ظل المنظومة الصحية الحديثة، الجميع يشترك في المسؤولية (عمل جماعي) يتكاتف فيه الجميع لتقديم أفضل ما لديهم من مهام. إذن، استخدام التقنيات الحديثة في التأثير على المؤشر الصحي هو توجه مطلوب، تحت مظلة من الرؤية والرسالة والقيم أو الأهداف التي يسعى الجميع في تحقيقها يدا بيد. والحمد لله، أن وزير الصحة ونائبه من المتخصصين في علوم الحاسب الآلي وتطبيقاته المختلفة.