عبدالله محمد الشهراني

مستقبل الطيران في الشرق الأوسط

الأربعاء - 15 فبراير 2017

Wed - 15 Feb 2017

ليس من الضروري، بل هو اقتراح، قراءة المقال السابق بعنوان «مستقبل صناعة الطيران»، لكي تكتمل الصورة وتتضح الرؤية ولمعرفة حجم سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للعالم. ما جعلني أتحمس لكتابة هذا المقال هو تقرير منظمة الطيران العالمية IATA قبل أسبوعين من الآن، ومفاده أنه وللمرة الخامسة على التوالي تحقق منطقة الشرق الأوسط أقوى نسبة نمو على مستوى العالم في حركة الطيران والمسافرين تقدر بـ 11.8%، وزيادة في السعة المقعدية بنسبة كبيرة أيضا تقدر بـ 13.7%، هذه النسبة الكبيرة أثرت سلبيا على نسبة إشغال المقاعد والتي تناقصت بنسبة 1.3% لتصل إلى 74.7%.



وفي تقرير آخر صادر عن شركة بوينج الأمريكية، يؤكد تفوق منطقة الشرق الأوسط عالميا من ناحية نسبة عدد الطائرات الجديدة سنويا والتي يتم استلامها وإدخالها في الخدمة، والتي بلغت 4.8% لتحقق المنطقة بذلك المرتبة الثانية عالميا بعد قارة آسيا. أما من ناحية برامج شراء الطائرات الجديدة لشركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خلال العشرين سنة القادمة، فإن التقرير يتوقع استلام 3,310 طائرات جديدة بتكلفة إجمالية تقدر بـ 770 مليار دولار أمريكي، ليصل إجمالي عدد الطائرات في منطقة الشرق الأوسط 3,510 طائرات بحلول عام 2035م، أي أكثر من ضعف عدد الطائرات الحالية حسب إحصائية نهاية عام 2015م والتي تقدر بـ 1,370 طائرة. وأما عن أنواع الطائرات الجديدة نلحظ أن استراتيجية شركات الطيران في الشرق الأوسط تختلف وبشكل كبير عن استراتيجيات أغلب شركات الطيران في العالم، فعالميا وبالنسبة للطائرات الجديدة نجد أن 24% منها سوف يكون من نصيب الطائرات الكبيرة (البدن العريض أو ذات الممرين) على سبيل المثال (A380, B777,A330 , B787 )، أما نصيب الأسد فسوف يكون للطائرات الصغيرة (ذات البدن النحيل أو ذات الممر الواحد) بنسبة 76% (A320, B737)، هذه النسب تختلف هنا تماما، فعدد الطائرات الكبيرة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط سوف يصل إلى 1,730 طائرة بنسبة 53% من إجمالي العدد الكلي للطائرات مقابل 1,580 طائرة صغيرة.



نبقى في تقرير شركة بيونج الأمريكية، وبالإشارة إلى الكوادر البشرية والتي لا بد من توافرها لتشغيل الأعداد الجديدة من الطائرات، نجد أن العدد المطلوب بالنسبة للطيارين الجدد خلال العشرين سنة القادمة هو 58,000 طيار، وفي الصيانة سوف تكون شركات الطيران في الشرق الأوسط بحاجة إلى 66,000 فني صيانة جديد، وأما عن الخدمة داخل الطائرة فالرقم المطلوب هو 92,000 مضيف. شخصيا أرى هذه الأرقام ينقصها التفاؤل ومتحفظة نوعا ما، فالأعداد أكبر من ذلك، ومن لديه نية في تعليم أبنائه الطيران فليفعل.



ننتقل إلى تقرير شركة ايرباص الأوروبية بخصوص مدن الطيران الكبيرة ( Megacities )، وهو تصنيف للمدن التي يستخدمها أكثر من 10,000 مسافر يوميا لرحلات طويلة لا تقل عن 6 ساعات، والتي يبلغ عددها حاليا 55 مدينة حول العالم، والتي سوف يصل عدد 93 مدينة بحلول عام 2035، وإذا علمنا أن جدة ودبي والدوحة وأبوظبي وإسطنبول ضمن هذا التصنيف، ففي تقديري الشخصي أرى أن الرياض والمدينة المنورة في السعودية والشارقة في الإمارات العربية المتحدة والمنامة في البحرين والقاهرة في مصر مؤهلات للحصول على هذا التصنيف في حال اعتمادها جميعا - وبشكل كبير- على نظام الترانزيت.



إن مستقبل الطيران في الشرق الأوسط يدعو للتفاؤل ممثلا بدول الخليج، والتي تستحوذ شركات الطيران والمطارات فيها على نصيب الأسد في هذه المنطقة، وإن هذا العدد الكبير من الطائرات الجديدة الكبيرة لهو دليل على أن المنطقة تمتلك موقعا جغرافيا تنافسيا متميزا، وعدد آخر من الطائرات الصغيرة سوف يسهم في نمو الطيران الاقتصادي وتوسعه في منطقة الشرق الأوسط عموما والخليج على وجه الخصوص، ينتج عنه ربط بين المدن الصغيرة بعضها ببعض برحلات مباشرة. وكل هذه الشركات والمطارات سوف تخلق عددا كبيرا من الوظائف لتغطية عمليات التشغيل، مما يستلزم وجود مراكز للتدريب خاصة مستقلة أو تابعة لشركات الطيران لتخريج الكوادر المؤهلة.

الفرص كبيرة وكثيرة في المنطقة، والإدارة الناجحة تبادر، والمستثمر الذكي لا يتردد!



مستقبل صناعة الطيران في الشرق الأوسط بحلول عام 2035

3.310 طائرات جديدة

1.730 طائرة كبيرة

1.580 طائرة صغيرة

التكلفة الإجمالية: 770 مليار دولار

عدد الطائرات الكلي 3.510 طائرات

58.000 طيار جديد

66.000 فني صيانة جديد

92.000 مضيف جديد