شاهر النهاري

نهج ترمب ينتشر رغم مماسح الأحذية

الثلاثاء - 14 فبراير 2017

Tue - 14 Feb 2017

فاجأ السيناتور الأسترالي، (نيك كزينوفون)، وسائل الإعلام بإحضار «ممسحة أحذية» أمام مقر البرلمان الأسترالي مرسوما عليها وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، وقد كتب عليها عبارة «أستراليا ليست ممسحة أرجل لك».



وأوضح للصحافيين أنه يهدي ممسحة الأحذية هذه للعضو السابق في الحزب الليبرالي الأسترالي (كوري برناردي)، المؤيد لترمب، ولتذكير حكومة ترمب بأن أستراليا ليست ممسحة للولايات المتحدة، بالتدخل في سياساتها.



حدث ذلك بعد مكالمة هاتفية متشنجة بين ترمب، ورئيس الوزراء الأسترالي، (مالكوم تيرنبول)، والتي أنهاها ترمب فجأة بعد 25 دقيقة، وكان من المفترض أن تستمر لفترة أطول، كانا يناقشان فيها اتفاقية إعادة توطين اللاجئين الموقعة بين البلدين في فترة سلفه أوباما، والتي تقضي بتوطين عدد 1250 طالب لجوء لأستراليا في الولايات المتحدة.

وقد صرح ترمب لاحقا على حسابه في تويتر بأنه: سيدرس هذا الاتفاق الغبي!



وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ترمب وصف المكالمة بأنها «الأكثر سوءا» من بين المكالمات، التي أجراها مع قادة العالم.



وعلى جانب آخر، فقد قامت السلطات الأسترالية يوم السبت الماضي بسحب جنسية المقاتل الداعشي الأسترالي، واللبناني الأصل (خالد شروف)، بموجب قوانين جديدة للحكومة الأسترالية تم استحداثها لمكافحة الإرهاب، حسب ما أعلنت عنه صحيفة «ذا أستراليان»، حيث كان (الشروف)، قد سافر وأسرته إلى أرض سوريا، وشارك بالقتال مع داعش، ثم قام بنشر صورة لابنه الصغير (سبع سنوات)، وهو يحمل رأسا بشريا مقطوعا!



وهذا يدل على أن نهج ترمب الشديد الخارق لقوانين الديمقراطية ينتشر بين الدول المتقدمة دون أن تشعر، بأغراض مكافحة الإرهاب، ولإبعاد مرتكبيه كليا عن أراضيها، من خلال تعديل قوانين الهجرة، والتعامل بقسوة مع من يثبت تورطه في الإرهاب من مواطنيها.



ترمب قد يكون مكروها في الظاهر السياسي الدولي للدول، التي تخشى مواجهة الواقع، وكسر قوانين الديمقراطية، وتمييع قوانين حقوق الإنسان؛ ولكنه فعليا يعتبر الأب الروحي، غير المعلن، لكل ما تتخذه تلك الدول من خطوات متلاحقة للتخلص من الإرهاب وأسبابه وأهله، وعكس حجج من كانوا يحتمون بقوانين الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحريته الدينية.



وكان ترمب قد صدم العالم أثناء حملته الانتخابية، بقوانين مستنكرة، ولكن الأغلبية لم تكن تثق في إمكانية وصوله للبيت الأبيض؛ وحتى بعد وصوله فإنهم لا يزالون يتوقعون تراجعه عنها، باعتبار أن الكياسة، والدبلوماسية والعلاقات الدولية ستجبره على الرضوخ، والعودة عما كان وعد به.



حالة فصام أصابت العالم المتقدم المتردد الخجل، والذي أصبح يتبع خطوات ترمب، بطرق غير مباشرة، وبادعاء عدم الرضا بما يفعل، ورسم وجهه على مماسح الأقدام.

وللعجب فإن مؤيديه في عالمنا العربي يتكاثرون بشكل عجيب، خصوصا بعدما أثبت جديته في التعامل مع الشرور الإيرانية الطامعة، والتي تحيط ببلداننا كالإسورة؛ فقد أشعرنا ترمب بأنه سيتمكن من عزلهم مرة أخرى، وتقليص خطورتهم النووية، والحشودية، وتكديس العقوبات عليهم.



كما أن وزير الخارجية السعودي قد صرح بأن المملكة متفقة كليا مع حكومة ترمب في كيفية حل الوضع السوري، واليمني، والليبي.



ولا تزال الساحة الدولية مفتوحة أمام كثير من وعود ترمب ليحققها، بالرغم من شكليات رفع مماسح الأقدام في وجهه.



[email protected]