عبدالله المزهر

كل عام وأنتم أحمر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 14 فبراير 2017

Tue - 14 Feb 2017

للعام الثالث على التوالي أنسى أن أكتب مقالا بالتزامن مع عيد الحب، ولا أعلم أي عذر سأعتذر به من العشاق الذين توشحوا باللون الأحمر يوم أمس.



وقد كنت سابقا ضد هذه المناسبة البلهاء، ثم بدا لي أني سأغير رأيي لأني غيرته في أشياء كثيرة كنت مؤمنا بصحته فيها إيمانا قاطعا لا يخالطه شك ولا ريب، لكن رأيي في هذه المناسبة نجا بأعجوبة من هذا التغيير وما زلت مؤمنا بكل آرائي السابقة في الحب وأعياده ومناسباته ونسأل الله الثبات.



والعاشق المسكين ضحية كل شيء، فمحبوبه يسلب عقله، والرأسماليون يحولونه إلى زبون يصنعون له المناسبات التي تسرق جيبه. والعاشق أبله بالضرورة، وفريسة سهلة المنال، فمن ضرورات العشق غياب العقل والمنطق. فلا أحد في الكون يستحق أن تصرف له كل هذا الاهتمام إلا المسؤول الذي قد يغير حياتك. وبالطبع فإن المسؤولين مقامات ولكل مقام «حب» يناسبه ويتناسب طرديا مع المنفعة المتوقعة منه. أما إنسان عادي مثلك فلا مبرر لهدر مشاعرك الجميلة تجاهه إلا أنك مجرد أحمق يظن نفسه يحسن صنعا.



ولعل حكومات العالم تلتفت لمثل هذا الهدر غير المبرر في مشاعر الناس تجاه بعضهم بعضا فتفرض رسوما أو ضرائب تسمى ضريبة الإحساس. أو حتى غرامة الاستخدام السيئ للعاطفة.



فحب الناس العاديين استخدام سيئ للعاطفة لأن المواطن الصالح ـ مثلي ـ لا يحب سوى أمه والحكومة، والأولى محبتها مرهونة بموقفها من الثانية، وحين يبدأ في محبة ما عداهما فإنه يجب أن يدفع الثمن.



وعلى أي حال..



قلت في أعياد الحب السابقة إني سأنتظر عيد الكراهية أو الحقد، فالأشياء التي أحقد عليها أو أكرهها أكثر بكثير من الأشياء التي أحبها، وكنت أظن أنه لا أحد يفكر في هذا الأمر سواي، وأنه لن يخترع أحدهم عيدا يمارس الناس فيه أحقادهم بأريحية، ثم عرفت أن كل أيام السنة تصلح للاحتفال بهذا العيد، فالأرض تتوشح اللون الأحمر على مدار العام، وكل هذه الحروب لم تكن إلا بحثا عن الدماء الكافية للاحتفال اليومي.



[email protected]