عبدالله المزهر

كوابيس اليقظة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 13 فبراير 2017

Mon - 13 Feb 2017

الأجواء هذه الأيام جميلة ومحفزة على فعل الأشياء الجميلة، لكن أقصى ما أستطيع فعله في الأجواء الجميلة هو النوم أو التأمل الذي يقودني دائما إلى أحلام اليقظة.



ومشكلة أحلامي التي أمارسها أثناء يقظتي أنها مكررة، ولدقة أكثر، فهي مجرد حلمين يتكرران في كل فرصة سانحة للتأمل، سواء كنت عالقا في زحام مروري أنتظر الخلاص، أو كنت أتأمل «فروتي» في الأجواء الجميلة.



أحد هذين الحلمين غير قابل للنشر، ويتعلق بطموحات غير مشروعة. ورغم أني لا أحب هذه الحلم إلا أنه يتكرر وأسلي نفسي بأنه لا أحد يحاسب الناس على أحلامهم، بما أنها لم تخرج من مصنع الأحلام في رؤوسهم إلى ألسنتهم.



أما الحلم الآخر ـ وهو المهم ـ فهو حلمي المتكرر بأني ثري فاحش الثراء، وهو حلم مزعج ولكنه جميل، ولا حرج في الحديث عنه، وربما كان حلما مشتركا للسواد الأعظم من الكائنات البشرية.



والحقيقة أنني أستمتع كثيرا وأنا أطوف بخيالي بين ممتلكاتي التي يصعب حصرها، وأكون أكثر سعادة حين يرافقني في هذا الحلم الإحساس بأني ثري سعودي، فلا أحد يعترض طريقي، ولا أحد يسألني كيف ومتى أصبحت ثريا، ولا أحد يطالبني بالمشاركة في أي شيء يتعلق بالسعوديين «المنتفين» الآخرين، والمجتمع لا يعنيني منه إلا بضع صور وفعاليات حمقاء لغرض العلاقات العامة، وحتى أستمتع بما يقال عني كذبا بأني رجل يحب الآخرين ويساهم في تنمية مجتمعه.



ويتحول حلمي إلى كابوس حين أتخيل أني غير سعودي، وأفكر في استثمار أموالي في السعودية، وأتخيل العراقيل والقوانين البالية والبيروقراطية والمتطلبات التي تحول دون دخول أموالي إلى السعودية، وهي أكثر بكثير وأكثر تعقيدا من العراقيل التي تعترض طريقي حين أحلم بأني سعودي يريد أن تهاجر أمواله إلى الخارج.



وعلى أي حال..

وبما أن الموضوع مجرد أحلام يقظة، فسأحلم بثورة في الأنظمة والقوانين لتكون قادرة على إجبار الثري على المشاركة في بناء المجتمع الذي كان سببا في ثرائه، وثورة في الأنظمة والقوانين التي تجعل التفكير في الاستثمار في السعودية مجرد مقامرة غير محسوبة العواقب.



[email protected]