عبدالحليم البراك

كلها أربع سنوات يا ترمب!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 13 فبراير 2017

Mon - 13 Feb 2017

لن أجد مبررا لأي فرد في جمهوريات العالم الثالث بأن يتضايق من الرئيس الأمريكي ترمب وفترة رئاسته، فمهما كانت أفكار الرئيس ترمب غريبة وغير مألوفة، بل وأحيانا غير معقولة، إلا أن الشعوب الثالثة يجب أن تفهم وتتفهم السيد الرئيس من عدة نواح:



أولا: من ناحية مدة رئاسته، فمهما كان الأمر فالرئيس الأمريكي فترة رئاسته أربع سنوات فقط، وتعد أربع سنوات لا شيء في عالم الرئاسة في الدول الثالثة، وبناء عليه لم تتضايق الشعوب في جمهوريات العالم الثالث من وجود ترمب، فجلسته في الرئاسة لمح بصر مقارنة بمن لديكم.



ثانيا: لو جدد له مرة أخرى واختاره الشعب الأمريكي لأربع سنوات أخرى، فهذا يعني أنهما لمحتا بصر لا أكثر، لأني أعرف من يمضي ستة وستين عاما وشعوبهم والشعوب المجاورة عائشة ومتعايشة.



ثالثا: إن كان على الأفكار والجنون فليبيا عاشت فترة طويلة مع فخامة العقيد، وكوريا الشمالية لا تزال دولة طبيعية مع رئيس كل يوم له فكرة مجنونة ولطيفة

وعظيمة ومصيبة!



رابعا: إن كان على إلغاء الاتفاقيات، فدول العالم الثالث أصلا لا تعقد اتفاقات، وإن عقدت اتفاقات نقضتها في أسبوع واحد، وإن صمدت لعام أو عامين لم تفعل، وإن فعلت امتدت كم سنة فإن جاء حاكم آخر نسفها من آخرها وقامت حرب أخرى.



خامسا: إن كان على الجدار المكسيكي، فالمكسيكيون يعلمون أكثر من ترمب أنه غير معقول لكن من باب الضغط يقول لهم تعالوا .« مستحيل » شيدوه بأموالكم، يعني سادسا: العداء للإسلام والمسلمين، والمسلمون في كل بلد في العالم لهم مجزرة، وفي كل بلد هناك عنصرية ضدهم، وفي بلدان يقتلون ويذبحون، فهل من جديد عند ترمب؟



سابعا: كلها أربع أو ثماني سنوات ويذهب كما جاء، المشكلة في العالم الثالث الذي إن جاء لم يذهب إلا وهو والموت صديقان.



ثامنا: قبل ثماني سنوات عرف أطفالكم باراك أوباما، وخلال هذه الأربع سنوات سوف يعرف أطفالكم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، اسمه ترمب، وبعده سيتعرفون على رئيس جديد، وكل أربع أو ثماني سنوات رئيس مختلف، أما أنتم أيها القابعون في جمهوريات العالم الثالث، فإن أبناءكم وأنتم وآباءكم لم تعرفوا إلا شخصا واحدا حتى تموتوا!