قمة خامسة تنعقد في ظل توافق سعودي تركي أمريكي حول المنطقة الآمنة بسوريا

الاثنين - 13 فبراير 2017

Mon - 13 Feb 2017

تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العاصمة الرياض، ثاني محطات جولته في المنطقة، وسط ترقب دولي لنتائج القمة التي ستجمعه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تعد الخامسة خلال عامين.



وتعد زيارة إردوغان الحالية ثالث زيارة له إلى السعودية منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، حيث أسفرت عمليات ترتيب العلاقات بين الرياض وأنقرة عن إنشاء مجلس تنسيقي بين الجانبين شهد نهاية الأسبوع الماضي دور انعقاده الأول، وتم خلاله بحث «سبل تنسيق المواقف السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والدفاعية ومكافحة الإرهاب».



وتكتسب القمة السعودية التركية المرتقبة أهمية بالغة، حيث تأتي في ظل توافق بين الرياض وأنقرة وواشنطن على إنشاء منطقة آمنة في سوريا، لحماية المدنيين من استهداف طائرات النظام السوري، ولامتصاص أية ارتدادات مستقبلية لملف اللاجئين على دول الجوار.



يعتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي بأن موضوع المنطقة الآمنة في سوريا سيكون الملف الأهم على طاولة المباحثات التي سيجريها الرئيس التركي مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته الحالية.



وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «مكة» اليوم قبل ساعات من وصول الرئيس التركي «الملاحظ أن منهجية السياسات ما بين الدولتين إن لم تكن متطابقة فهي متشابهة جدا، والذي يدعم هذه الرؤية هو اتفاق العاصمتين على كيفية التعاطي مع ملفات المنطقة، فالذي يجمعهما أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، والمتابع للعلاقات يجد أنها لم تعد تبادل مصالح بقدر ما هي شراكة، ولا سيما في ظل تموضع جديد بالسياسة الدولية والمتغيرات الإقليمية».



وشهدت العلاقات السعودية التركية خلال العامين الماضيين تطورا ملحوظا تكلل بإعلان قائدي البلدين عن إنشاء مجلس تنسيقي مشترك بين الرياض وأنقرة، يضع علاقات الجانبين في إطار مؤسسي، وهو ما أفضى إلى توقيع 8 اتفاقيات مهمة تغطي قطاعات الصناعة والعقارات والتمويل والصناعات العسكرية، في حين بلغت الاستثمارات السعودية بتركيا عشرة مليارات دولار أمريكي.



ووصف زهير الحارثي العلاقات السعودية التركية في شكلها الحالي بالتحالف الاستراتيجي في المعادلتين الإقليمية والدولية. وأضاف أن تحالف الرياض وأنقرة لم يعد أحد بإمكانه تجاوزه أو التوصل لتوصيات بدون موافقته أو رؤيته في أي من الملفات الملتهبة في المنطقة، مشددا على أن هناك من يرى أن الدولتين قادرتان على لعب دور مؤثر،خاصة في ملفات سوريا وليبيا وفلسطين، مما يجعل من المحور السعودي التركي وازنا ومدخلا مناسبا للتعاطي مع تلك الملفات، لافتا إلى أن التقارب السعودي مع تركيا لا يأتي على حساب أي من الدول العربية كما يعتقد البعض ومن أهمها مصر.



وإلى جانب الملف السوري، تتصدر التدخلات الإيرانية السلبية في شؤون دول المنطقة اهتماما مشتركا لدى كل من الرياض وأنقرة، إضافة إلى موضوع مكافحة الإرهاب.

ومقابل ذلك، قال المعارض السوري زياد أبوحمدان في تعليق هاتفي مع الصحيفة إن تحليل الموقف الإقليمي للقوى الكبرى في المنطقة مثل السعودية ذات الثقل الاقتصادي والسياسي والبعد الديني وحمايتها للحرمين الشريفين، وتركيا من موقعها في حلف شمال الأطلسي وما اتخذته أخيرا من خطوات غير مسبوقة في التقارب مع الروس وتحديدا في الملف السوري، يكشف مدى التنسيق العميق بين الرياض وأنقرة في مواجهة قضايا المنطقة، ومن أبرزها التمدد الإيراني في 4 دول عربية، وسعيهما لوقف ذلك التمدد، حفاظا على ألا تنحدر المنطقة للمنزلق الطائفي الذي تريده طهران من خلال تدخلاتها الوقحة، على حد وصفه.



ويعتقد أبوحمدان أن القمة السعودية التركية ستضع اللمسات المطلوبة في مواجهة التمدد الإيراني من جهة، ووضع القضية السورية على بداية الحل من جهة أخرى، ولا سيما في ظل التوافق بين الجانبين المدعوم من أمريكا بخصوص إنشاء منطقة آمنة تقدر مساحتها ما بين 4 إلى 5 آلاف كلم مربع أي ما يوازي 40% من مساحة دولة مثل لبنان، ووسط الاستعدادات القائمة كذلك لعقد مؤتمر جنيف4 في 20 فبراير الحالي، وانعقاد مؤتمر أستانة 2 الذي سينعقد خلال اليومين المقبلين.



وشدد أبوحمدان على أهمية التنسيق السعودي التركي في المنطقة من أجل الحفاظ على مصالح شعوب المنطقة ومستقبلها في ظل هذه المتغيرات التي تحدث ووضع حد لاستمرار حالة تدفق الدم والتدمير.



إرهاصات المنطقة الآمنة.. كيف بدأت؟



كانت تركيا تدعو منذ فترة بعيدة لإنشاء منطقة آمنة لحماية المدنيين السوريين من بطش نظام الأسد، والحد من عمليات النزوح التي باتت مرهقة لدول الجوار، وبعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بدأت إرهاصات الموضوع تتجدد.

  • دونالد ترمب يعلن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء منطقة آمنة في سوريا.

  • الملك سلمان بن عبدالعزيز يهاتف ترمب، معلنا تأييد السعودية لإنشاء المنطقة الآمنة.

  • رجب طيب إردوغان يعلن أن الهدف الذي سيتلو تحرير الرقة يتمثل بإنشاء منطقة آمنة.






الحلف المتجدد يتكلل بـ 4 قمم

على مدار عامين، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان 4 قمم، اثنتان منها في السعودية والأخريان في تركيا، 3 منها شهدها عام 2015 والرابعة كانت في النصف الأول من 2016، فيما يستهل البلدان عام 2017 بقمة تحتضنها الرياض بين الزعيمين.



1 - 2 مارس 2015

وتمت خلال زيارة الرئيس التركي للرياض وعقده مباحثات رسمية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، ناقشت آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في كل المجالات.



2 - 15 نوفمبر 2015

وتمت خلال زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا التي وصلها على رأس وفد السعودية المشارك في قمة قادة دول مجموعة الـ20 في أنطاليا.



3 - 29 ديسمبر 2015

جرت خلال زيارة الرئيس التركي إلى السعودية وعقده مباحثات رسمية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز.



4 - 11 أبريل 2016

جرت خلال زيارة رسمية للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا تلبية لدعوة رسمية من إردوغان، حيث شهد الزعيمان حينها توقيع إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.