بسام فتيني

خليك رومانسي!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 12 فبراير 2017

Sun - 12 Feb 2017

اتصل بي صديقي وهو بالمناسبة رجل (جلدة) يحب الفلوس، ومع ذلك لا أذكر في مرة (طلعت) منه لا بهدية ولا عزيمة على أكلة سمك!



ما علينا، أقول اتصل علي وهو غاضب وقال بلكنته المكاوية الصرفة (يا واد ما تسيبك بهللة؟!) فرديت عليه مستغربا ايش في يا عم؟! فنزل علي بمواعظ وقليل من الفلسفة التي تؤكد أن البيضة ما تداقش حجر! وأن ما أضيعه من عمري في محاولة مكافحة الفساد والحفاظ على النزاهة ما هو إلا تضييع وقت وجهد، وختم كلامه بعبارة (وتضييع فرصة جمع الفلوس!)



في الحقيقة كلام صديقي هذا لم يكن إلا امتدادا لإحباطات عديدة تلقاها هو وغيره في الحياة، ويعود ذلك لاعتقادهم أن ما وجد نفسه عليه لا يمكن تغييره أبدا لذلك لا بد من اللعب على الحبلين مع رشة (فهلوة) والقليل من (حلو الكلام) حتى يتم دهن السير ليسير في جميع أمور حياته!، هذه النظرة المنتشرة للأسف تجعل شيوع الخطأ تبريرا لارتكابه دون خجل من الله ولا من الناس، فالحجة جاهزة عند (الفويسد) الصغير حين يردد (كل الناس تعمل كده!) وهذه التراكمات الصغيرة هي من تجعل الفاسد يتمدد أكثر وأكثر ويتبرعم ويتفرعن بسبب جبن البعض وخوفهم من المواجهة بقوة النظام والقانون، وما كفله له دستور بلاده من حفظ المال العام بل ومحاسبة من يحاول إهداره أيا كان منصبه ومرتبته حتى لو كان وزيرا أو برتبة معالي.



بعدها بأيام اتصل بي شخص آخر يحاول إقناعي بعدم الكتابة في موضوع استقطاب إحدى النواعم لواحدة من شركات الطيران (واخد بالك ياللي في بالي؟) وأخذ ينصحني بمحاولة أن أكون رومانسيا وأكتب في الحب وشجونه! وأن أبتعد عن الانتقاد ومجابهة حروب إظهار المشكلات في بعض القطاعات الخدمية أو التي لها علاقة بالمواطن الكادح المالح! لأنه وعلى حد تعبيره لن ينفعني حين يقطع رزقي أو حين أحتاج لعلاج أو سكن! وهذا ما يؤكد أيضا أن لدينا خللا كبيرا في فهم (وعد الله) لمن اتقاه، وخللا أكبر في مفهوم الرزق الذي لا إله إلا هو وحده من قسم الرزق، وإن حاولوا منعه عن صاحبه لما استطاعوا، لذلك سأكون رومانسيا في خاتمتي!



خاتمة/‏ إلى معاليه اسمعني جيدا: حين وضعك ولي الأمر في منصبك فذلك يعني أنك موظف دولة لكن برتبة عالية، وذلك يعني أنك موجود لخدمتي أنا المواطن البسيط، فتذكر ذلك جيدا حين تقرر وتخطط وتنفذ.