"الجنادرية" بوجود مصر أجمل

الاحد - 12 فبراير 2017

Sun - 12 Feb 2017

تشرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي أصدر أمره الكريم بأن تكون جمهورية مصر العربية ضيف شرف المهرجان لهذا العام، حسبما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني - رئيس اللجنة العليا للمهرجان خلال كلمة الافتتاح.



والأمر السامي الذي جعل مصر ضيف الشرف في «الجنادرية» هذا العام؛ يوضح ما لمصر من مكانة رفيعة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان قد عبر عنها خلال زيارته التاريخية للقاهرة بقوله «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي. حفظ الله مصر، وحفظ شعبها».

كما أثنى - حفظه الله - على مشاركة مصر كضيف شرف للمملكة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مؤكدا أن «مصر قامت مرة أخرى، وعادت من جديد»، وذلك خلال افتتاح المهرجان مرورا بجناح جمهورية مصر العربية، حيث استقبل من قبل الوفد المصري برئاسة وزير الثقافة الأستاذ حلمي النمنم.



وبما أن المهرجان أصبح بصمة ثقافية سعودية مميزة على مدى ثلاثة عقود، وملتقى لتراثنا العربي السعودي الأصيل، فإن المهرجان أيضا ملتقى مهم للفكر والثقافة، وتتمحور أهميته الثقافية في أهمية الذين شاركوا فيه من مثقفين ومفكرين وأدباء وسياسيين من أنحاء العالم كافة، مروا على المملكة عبر «الجنادرية» خلال 31 عاما ليطرحوا ما لديهم من آراء وأفكار وإبداعات.



وقد حمل البرنامج الثقافي للمهرجان أهمية خاصة هذا العام بموضوعاته التي جمعت بين ثلاثة اهتمامات هي: الاقتصاد والتنمية، والثقافة والأدب، والسياسة والفكر.

وكان لجمهورية مصر العربية هذا العام حضورها الثقافي المميز في فعاليات المهرجان الثقافية، سواء في الندوات الفكرية وما صاحبها من لقاءات إعلامية، أو في الإيوان الثقافي الذي جمع الكثير من المتحدثين من معظم الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها مصر، وكان مكانا مهما للتعبير عن الرأي.



وقد تشرف كاتب هذه السطور بإدارة ندوة «الأيديولوجيا في المشهد السياسي والفكري للعالم العربي»، التي شارك فيها نخبة من الأساتذة المتخصصين من المملكة ومصر والكويت والأردن، وحظيت بحضور كثيف، ومداخلات قيمة تعددت واختلفت فيها الآراء.



كما أن الأحاديث والمداخلات والتعليقات في الندوات السياسية المصاحبة للمهرجان أكدت على أهمية العلاقة السعودية المصرية وتميزها، وقد عبرت عن ذلك خلال مداخلة مقتضبة لي في الجلسة الأولى من ندوة «السعودية ومصر: تاريخ من العلاقات الراسخة والمسؤوليات القومية والإقليمية» أكدت فيها بأن العلاقات بين البلدين انتقلت من كونها علاقة «تاريخية» إلى كونها علاقة «وجودية».



فالبعد الثقافي في العلاقة بين البلدين أمر مهم لترسيخها؛ نظرا لما يزخر به البلدان من ثراء ثقافي، وأصالة قوامها الحفاظ على العمق العربي بكل أبعاده.



وانطلاقا من ذلك، يفترض أن يكون العمل الثقافي بين البلدين أكثر حراكا، ولا سيما أن الساحة الإعلامية في الجانبين أصبحت مشبعة بالسجالات العقيمة التي لا تحمل بعدا ثقافيا ولا رؤية عميقة للمصير المشترك، وهذا ما يجعلنا كمثقفين سعوديين ومصريين، نستطيع أن نقدم «الحوار الثقافي» بديلا «للسجال الإعلامي»، وهو الأمر الذي بذر مهرجان الجنادرية - مشكورا - نواته مجددا.