صالح العبدالرحمن التويجري

بنك للمتقاعدين يغير حالهم

السبت - 11 فبراير 2017

Sat - 11 Feb 2017

بتاريخ 26 ربيع الآخر 1438 - نشرت صحيفة الرياض مقالا بعنوان (هل المتقاعدون فقراء في خبرتهم؟) بقلم الأستاذ صالح بن خميس الزهراني، تحدث فيه عن انعدام دور جمعية المتقاعدين بفروعها المنتشرة في أرجاء الوطن لخدمة المتقاعدين بكافة فئاتهم العمرية والمالية سواء متقاعدي القطاع العام أو الخاص، وقال بأن من المتقاعدين فئة معاشاتهم متدنية بأقل عن ألفي ريال شهريا، وليس لهم معونة أو حتى تأمين طبي.. فلماذا لم تقم الجمعية بتحسين أوضاع المتدنية معاشاتهم بمن فيهم أرامل وأيتام المتقاعدين؟ معتبرا أن هذا قصورا في من قام ويقوم على الجمعية بوقتنا الحاضر، منتقدا تعيين من ليس متقاعدا من القطاع العام أو الخاص، بالعمل بالجمعية، وكأن المتقاعدين فقراء الخبرة في إدارة مكاتب جمعيتهم – إلخ.

الحقيقة أن الحديث عن المتقاعدين وعن جمعيتهم ذو شجون، وما تحدث به الأستاذ صالح هو الحقيقة، وصحيح أن عمل غير المتقاعد بتلك الجمعية خطأ كبير وينبئ بعدم قدرة أي من المتقاعدين بالقيام بهذا العمل، ولكن الأسوأ والأقبح أن يعمل لدى الجمعية غير سعودي والهدف لا أفسره إلا بالمحاباة فقط، أو أنه نتيجة لعمل الواو (تلك الواو القبيحة)، وإلا أين الرجال المتقاعدون، أو على الأقل أين أبناؤهم أليس فيهم إداريون ومثقفون ومحاسبون ووو..

هذا أمر، أما الأمر الآخر والمهم فهو النظر إلى رداءة رواتب أو تقاعد البعض من المتقاعدين (التي قد لا تصل الألفي ريال، ويقال إن لدى الجمعية واردا لا بأس به سواء من الجمعيات الخيرية أو أرباب الأعمال، ولكن القصور في من قام ويقوم على الجمعية / كلام الكاتب)، أما عن الوقوف في وجه المحتاجين من المتقاعدين ومنع مسؤول في الجمعية من حصولهم على معونات من جمعية البر أو تسديد فواتير الكهرباء، فليس له حق المنع.

وهنا أتوقف وأقول هناك طريقة جيدة يمكن من خلالها رفع المخصصات التقاعدية المتدينة بطريقة مثلى، ألا وهى العزم على إنشاء بنك باسم المتقاعدين وورثتهم، ولا بأس أن يساهم فيه غيرهم ولو برأس مال متواضع جدا، ولكن وحتى ينجح ويحقق الأهداف المرجوة يجب الاتفاق مع مؤسسة التقاعد بأن تصرف رواتب المتقاعدين إلى الجمعية وليس إلى البنوك، فتصوروا لو حولت رواتب المتقاعدين وقد تجاوزت الثلاثة مليارات في الشهر، ويفتح بكل منطقة فرع للبنك، ويفتح لكل متقاعد حساب يحول إليه الراتب في كل شهر، ويعطى كل متقاعد أو وريث بطاقة صراف، وبعد عدة أشهر يبدأ البنك بالمتاجرة كما تفعل البنوك، تصوروا كم سيكون موجود البنك بعد خمس سنوات!، أكيد سيكون بالمليارات، وستغطي أرباحه حاجات الجمعية بكل تأكيد وبالزيادة، وسينعم المتقاعد ضعيف الراتب بما يحتاجه، وسيكون سمننا بدقيقنا، وسنكف أيدينا عن الشحاذة للجهات المعنية.

أتمنى أن يجد هذا الطرح مكانا لتفكير مسؤولي الجمعية وتحقيقه لما فيه من المصلحة العامة للمتقاعدين.. وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال