تتويج محمد بن نايف بميدالية تينيت رسالة أمريكية إلى الحليف الأصدق

السبت - 11 فبراير 2017

Sat - 11 Feb 2017

لم تكن ميدالية «جورج تينيت»، والتي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، هي التقدير الوحيد الذي يحظى به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في حياته العملية، ولكنها تبعث برسالة مباشرة حول الحليف الأصدق والأهم في هذا الجانب.



فمنذ أن كان الأمير محمد بن نايف (58 عاما) في الـ44 من عمره، وهو يقف على جبهة المعارك التي نفذتها قوى الأمن في السعودية ضد تنظيم القاعدة، وكان يعي أن ما حدث عشية أحداث مايو 2003، لم يكن إلا البداية في حرب الجميع فيها مستهدف، فقد كان مؤمنا بأن أمن الوطن خط أحمر، وأن المعركة مع الإرهاب ومريديه وداعميه قوية وشرسة، وأن العمل الأمني مهما بلغت قوة أدائه وفاعليته ما هو إلا واجب يتقرب به إلى الله توخيا لحماية البلاد وأمن العباد.



شمولية المعالجة السعودية لظاهرة الإرهاب، والتي ظهرت مبكرا بعد سنوات قليلة من قيام مشروع الدولة، نجحت في تجنيب البلاد خطر هذه الظاهرة المتنامية والمتغيرة والمتطورة، ففي فترة تنظيم القاعدة على سبيل المثال استطاع العمل الأمني تفويت فرصة تنفيذ 220 عملية إرهابية كان التنظيم يخطط لها منذ بدء نشاطه وحتى عام 2007، فضلا عن نجاح قوى الأمن في هذا الوقت من إحباط عشرات العمليات الإرهابية التي كان تنظيم داعش ينوي تنفيذها.



وزارة الداخلية منذ عهد الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز، وخلفه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وصولا إلى نجل نايف، والذي يعتبر أول أحفاد الملك المؤسس بلوغا إلى ولاية العهد في السعودية، لم تفتأ للحظة من تطوير أدوات العمل الأمني، حماية للوطن ومكتسباته أولا، وردعا لمن يضمر الشر له ثانيا وثالثا وأخيرا، حتى باتت تسمى بـ»الوزارة الساهرة» تيمنا بلوحة تشكيلية علقت على جدرانها من الداخل.



ومع كل الآليات الحديثة التي أدخلتها وزارة الداخلية إلى تشكيلاتها المختلفة من قوى الأمن الداخلي بمختلف تخصصاتها، إلا أن الاستثمار الذي كان دائما ما تراهن عليه قيادتها هو العنصر البشري، حتى باتت السعودية تمتلك تشكيلات أمنية على مستوى عال من التأهيل والاحترافية.



الأمير محمد بن نايف والذي ولد عام 1959، استطاع بخلفية سياسية وخبرة أمنية، ومنذ أن كان مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية أن يثبت نفسه كأحد أهم الأرقام الصعبة في معادلة القضاء على «القاعدة»، إن لم يكن الرقم الأصعب.



فالتنظيم الإرهابي، ونظرا لما تلقاه من ضربات موجعة في الداخل، حاول وعلى مدار سنوات مضت أن ينتقم منه، فأرسل في عام 2009 أحد مجنديه زعم توبته لاغتيال محمد بن نايف في قصره بجدة، كما خطط لاستهداف طائرته خلال عبورها الأجواء اليمنية، وغيرها من المحاولات، وفي كل مرة كان الله يزهق الباطل بالحق، وينصر الخير على الشر.



ولأنه يؤمن بأن الفكر لا يقارع إلا بالفكر، فقد أمر ببرنامج لمناصحة المتهمين على خلفية أعمال الإرهاب التي ضربت بلاده، رغبة في تصويب أفكارهم، قبل أن يتبع هذه الخطوة ببرنامج متقدم يحمل اسمه خصص للرعاية وإعادة تأهيل من يرى إمكانية أن يعود للانخراط في المجتمع.



1 تولى منذ بداية دخوله إلى وزارة الداخلية ملف مكافحة تنظيم القاعدة بتوجيه من الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز

2 رفع من كفاءة الأجهزة الأمنية لمواجهة التنظيمات الإرهابية بالتأهيل البشري والتقني

3 لم يغفل عن أهالي الإرهابيين الذين لا ذنب لهم بما اقترفته أيدي أبنائهم وصرف لهم مساعدات مالية

4 اعتنى بأسر شهداء الواجب وظل ملاصقا لشؤونهم ومتابعا لكل احتياجاتهم

5 أسس لبرنامج فكري يعنى بتصحيح أفكار المتطرفين وتطور ليصبح مركزا متكاملا للرعاية والمناصحة يحمل اسمه

6 تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، أبرزها استهدفته في مجلسه الخاص في رمضان المبارك

7 حرص على بذل كل الجهد لإقناع المشاركين في جماعات الإرهاب في الخارج للعودة إلى رشدهم رأفة بأهاليهم

8 كان متابعا دقيقا لملف المعتقلين السعوديين في جوانتانامو حتى تكلل ذلك باستعادة 126 منهم