حنان المرحبي

صناعة السيارات إلى أين؟

الجمعة - 10 فبراير 2017

Fri - 10 Feb 2017

بدأ عهد المركبات الخفيفة مع إطلاق فورد موديل T كأول نوع يتم إنتاجه بالحجم الكبير، وبأسعار في متناول الأمريكيين من ذوي الدخل المتوسط (سيارات تجارية). هذا الموديل استمر معروضا للبيع منذ عام 1908 إلى 1927. وقد كان لطريقة التنقل هذه أثرها على نظام النقل الخفيف وبناء وتخطيط المدن المعاصرة.

في العقود الماضية، واجهت صناعة السيارات تحديات متصاعدة شكلت مستقبلها الذي نعيشه اليوم. فتخفيض استهلاك الوقود من خلال تصغير حجم مكائن السيارات ورفع أدائها والحد من انبعاثات الكربون بالتحول إلى السيارات الكهربائية كانت جوانب من أهم جهود الأبحاث والتطوير في هذه الشركات لقيادة الصناعة اليوم.

ولكن التحدي القادم الذي سوف يواجه هذه الصناعة هو مشكلة الازدحام داخل المدن الضخمة (megacities). المدن الضخمة أخذت طريقها في التشكل في كثير من دول العالم النامي والمتقدم، وسوف تعاني من ازدحام سكاني متصاعد يتسبب في نشوء الاختناق وتخفيض كفاءة التنقل عبر المركبات الخفيفة والحاجة لمساحات أكبر للمواقف. فضخ مزيد من السيارات إلى تلك المدن أمر تطمح فيه هذه الشركات ولكن الازدحام سيعوق قدرتها على بيع المزيد.

عدد من مصنعي السيارات الكبار قد بدؤوا تبني مفاهيم جديدة للتنقل في استراتيجياتهم نحو مستقبل مختلف لصناعة المركبات. السيارات الذكية التي تقدم اليوم بعض التحكم الآلي لبعض مهام السائق ما هي إلا بوادر صغيرة لما يدور في أذهان أولئك لمعالجة تحديات الازدحام بالمدن الضخمة وتغيير عهد الموديل فورد T. إليكم بعض النماذج التي بدأت بخطواتها الأولى للانتشار:

خدمة car-sharing صناعة قادمة وقد حققت بعض القبول بالمناطق التي أطلقت فيها. فبدلا من تحمل تكاليف شراء السيارة وتحمل مسؤوليات الملكية والضرائب، يسجل العميل الاشتراك في الخدمة ويحصل على السيارة متى احتاج للتنقل. تخفف هذه الخدمة الحاجة للمواقف، وتقلل الحاجة لاقتناء السيارة وبخاصة في المواسم التي لا يضطر فيها الشخص للتنقل المنتظم. وبالنسبة لمصنعي السيارات فأسواقهم المستقبلية ستكون مزودة بهذه الخدمة إلى جانب الأفراد. الفرق بين هذه الخدمة وخدمة تأجير السيارات القائمة اليوم هو الاشتراك وانتشار نقاطها بالقرب من مستخدميها كمناطق مساكن الطلاب والجامعات. ودخول السوق من خلال الاشتراك يقدم صورة أوضح للصناعة وتغيراتها مقارنة بصناعة تأجير السيارات.

سيارة من دون سائق مشروع يفكر فيه مصنعو السيارات طويلا، ولكن شركات تقنيات المعلومات من أمثلتها قوقل استطاعت تحقيق السبق في إطلاقها، وذلك لإمكانياتها التقنية والمعلوماتية والشبكات التي تملكها لتقود الصناعة بكفاءة عالية في ربط ومعالجة المعلومات لا سلكيا بين المركبات في الطرق (معلومات كالسرعة والمسافة والموقع وتقدير الزحام والربط بين المركبات والحماية من الحوادث والتحديد الدقيق لمواعيد ونقاط الوصول وهي مزايا تدعم الاستغناء عن السائق). وقد يكون الاندماج والتعاون بين مصنعي السيارات ومصنعي تقنيات المعلومات السبيل الأسرع لدعم صناعة السيارات الذكية وتمكين الترابط الشبكي. كل طرف بحاجة إلى تقنيات وإمكانيات الطرف الآخر التي بناها عبر السنوات لاختصار تطوير المنتج والتعاون في مواجهة تحدياته القادمة.

[email protected]

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال