أحمد صالح حلبي

أدبي مكة يهجر الأدباء

مكيون
مكيون

الخميس - 09 فبراير 2017

Thu - 09 Feb 2017

حينما اجتمع نخبة من أدباء مكة المكرمة ومثقفيها عام 1395 وعملوا على تأسيس نادي مكة الثقافي الأدبي، كان هدفهم متمثلا في العمل على جمع الأدباء والمثقفين في صالون واحد بمكة المكرمة ورعايتهم والاهتمام بهم وحفظ نتاجهم وطباعة أعمالهم، وجاء تأسيس نادي مكة الثقافي الأدبي كأول ناد أدبي بالمملكة بعد صدور موافقة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب -رحمه الله- بناء على رغبة عدد من أدباء مكة المكرمة بإنشاء ناد أدبي وثقافي والتي تقدموا بها لسموه، وعلى إثرها تم تأسيس الهيئة التأسيسية لنادي مكة الأدبي، ولا أريد أن أسترسل في تاريخ نادي مكة الثقافي الأدبي، فما أهدف إليه ليس نشأة النادي وتأسيسه، لكني وددت التوقف قليلا أمام التاريخ لأوضح لمدعي الثقافة والأدب الذين دخلوا النادي ومنعوا الآخرين منه، أن من وضعوا أسس النادي ونشأته لم يقفوا يوما حاجزا أمام الآخرين، بل فتحوا أروقة النادي ومكتبته للجميع دون استثناء، ومن زار النادي بمقره الأول في أم الجود يتذكر كم كان عدد الرواد، وهو ما تكرر بمقر النادي السابق في العزيزية.



واليوم وبعد أن نقل النادي لمقر المكتبة العامة غاب بريقه، وتحول من ملتقى للأدباء والمثقفين إلى مركز للصراعات بين كتل مع هذا وأخرى مع ذاك، والمؤلم أن من لا يملك صلاحية قانونية داخل النادي بات يتحدث باسم النادي ومجلس إداراته، مما جعل رواد النادي منعدمين لا غائبين على مدار العام، وقليلي الحضور في المناسبات والفعاليات.



وإن كان مجلس الإدارة يقول في رسالته «نعمل على أن يكون نادي مكة الثقافي الأدبي مركزا ثقافيا متنوعا، وملتقى للمثقفين والأدباء. ينطلق في فعالياته وإصداراته من روح الإسلام، ويجسدها باللغة العربية الفصحى، ويرعي المواهب الشابة في جميع فروع الثقافة، ويبث روح المنافسة بين منتجيها. وسنعمل على استقطاب ضيوف البلد الحرام لإغناء الحركة الثقافية. ونسعى ليكون النادي مرجعا حقيقيا للثقافة المكية. ومنفتحا على الثقافات الأخرى، بالترجمة منها وإليها»، فهنا نسأل ما هي البرامج التي قدمها النادي للشباب؟ وما هي الأنشطة الموجهة للمواهب؟



والحقيقة أن ما نراه يخالف ما هو مدون، فالنادي لم يعد ذاك الذي عرفناه، ولم نر برنامجا يرعى المواهب الشابة وما زال عدد حضور الأمسيات الضئيل يؤكد ذلك، فلماذا الابتعاد عن نادي مكة الثقافي الأدبي؟



إن ما يحتاجه أبناء مكة المكرمة ناد ثقافي أدبي يهتم بنتاج أدبائهم ويسعى لدعم وتشجيع أبنائهم، ويؤلمني أن رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي تحدث في الأمسية التي أقامها الأستاذ فهد الروقي عضو المجلس البلدي قبل أشهر عن حاجة النادي للدعم المالي من رجالات مكة المكرمة لاكتمال إنشاء مبناه، والنادي بمجلسه بعيد عن أبناء مكة المكرمة.



وكم أتمنى من رئيس النادي قبل أن يسعى لمطالبة رجالات مكة المكرمة بدعم النادي ومؤازرته، أن يتقدم النادي خطوة إيجابية لدعم وتشجيع الشباب والناشئة والاهتمام بالمواهب، وحينها سيجد أن جل أبناء مكة المكرمة يقفون معه داعمين ومساندين.



أما إن ظل النادي كما هو فإن مبناه سيبقى عالقا سنوات، حتى وإن قيل إنه سيحدث نقلة أدبية وثقافية كبرى.