تنام والشعور السيئ يبقى مستيقظا.. ما السبب؟

الخميس - 09 فبراير 2017

Thu - 09 Feb 2017

لن ينتهي يومك السيئ بنوم مريح في أغلب الأحيان، على الأرجح ستمارس ذاكرتك قوتها في عرض كل الذي حدث مرة أخرى وأنت نائم، وستتمنى طويلا لو أنك تستيقظ مجددا وينتهي هذا الكابوس العالق في ذهنك.



في هذا السياق، أظهرت دراسة جديدة مصداقية العبارة الشهيرة "من الصعب أن تخمد المشاعر السيئة عندما تنام وأنت غاضب".

وبحسب "New Scientist" فقد أجريت الدراسة على 73 طالبا، من خلال عرض 26 صورة من التصوير الجنائي التعريفي متعلقة بأزواج، والتي يحتوي كل منها على صورة تثير القلق، مثل: تشويه في الجسم أو طفل يبكي أو جثة.



وطلب من المشتركين في اليوم التالي الإشارة إلى الصور المرتبطة بالزوج الثاني من التصوير الجنائي ومحاولة السعي لاستبعاد الذكريات المرتبطة بباقي الصور، ثم تم توجيه الفريق لحفظ 26 زوجا من صور التصوير الجنائي التعريفي وصور سيئة.



وبعد نصف ساعة فكروا من جديد في الزوج الآخر المرتبط بالصور وحاولوا كبت تلك الذكريات، وأخيرا طلب من المشتركين وصف الصور المرتبطة بـ52 صورة.



كانت الفكرة معرفة إذا كان كبح المشاعر يعمل بشكل فعال قبل أو بعد النوم. وكافح المشتركون أكثر لنسيان الصور المزعجة منذ اليوم الأول، ثم حاولوا كبح تلك الذكريات، مما يشير إلى أن النوم يزيد من صعوبة محو الذكريات السيئة.



يقول "يونزهي ليو" الذي عمل على الدراسة "ننصح الناس بمحاولة إخراج الذكريات السيئة من عقولهم، وعدم التفكير فيها لمدة طويلة أو التخلص منها بالنوم".



وأظهر مسح الدماغ للطلاب أن مناطق مختلفة من الدماغ كانت مشاركة في نشاط إزالة الصور من الدماغ قبل وبعد النوم. على سبيل المثال عندما يحاولون نسيان الصور التي شاهدوها قبل 30 دقيقة، فإن النشاط يتمحور بشكل أساس على نشاط منطقة قرن آمون، وهو ارتفاع مطول دائري يظهر في القرن الصدغي للبطين الجانبي للدماغ، وهو مركز الذاكرة في الدماغ.



وبعد النوم ليلا فإن النشاط يكون أكثر بين مجموعة متنوعة من مناطق العقل متضمنة مناطق تفكير أكثر تطورا. وهذا يعني أن الذكريات السيئة موحدة عبر مناطق عدة في الدماغ أثناء النوم، مما يجعلها صعبة النسيان.



لكن هذا أيضا يشير إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يستخدم لمنع الذكريات السيئة من الثبات في العقل، ويمكن أن يكون الأمر الرئيس في الدراسة هو فارق الوقت الطويل بين مشاهدة الصور وتذكرها، وليس النوم.



هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث في المستقبل لفصل تأثير الوقت أو النوم على نشاط الدماغ، كما سيكون من المفيد البحث في أنماط النسيان للذكريات السيئة والجيدة.



نتيجة الدراسة هذه يمكن أن توجد طرق جديدة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض ما بعد الصدمة، كما تعزز من الفكرة السابقة أن المشاعر السيئة يمكن إخمادها بالنوم، كما يمكن أن تساعد النتيجة على علاج مشكلات الذكريات المؤلمة للمرضى.