حان موعد الأخبار الإيجابية

الخميس - 09 فبراير 2017

Thu - 09 Feb 2017

هناك إيجابية مزيفة وهناك تفاؤل مصطنع، وليس مهما الحديث عنهما الآن، لكن هناك معلومات محفزة على إحداث الأثر وفعل التغيير، سواء صنفت كأخبار إيجابية أو أخبار دافعة للفعل.



وقد نشر موقعPositive News مقالا للكاتب Sean Dagan Wood حول تركيز وسائل الإعلام على تزييف الحقائق وإظهار الأحداث السياسية السلبية، والتي لا تخدم المجتمع وغض النظر عن الحلول التي تساعد في حل مشكلات العالم.



بالإضافة إلى الأحداث الأخيرة بعد فوز المرشح ترمب برئاسة أمريكا، وجه الإعلام الأمريكي بعض الأسئلة حول الانقسام الاجتماعي. حيث إنه في الشهر الماضي أضاف قاموس أكسفورد الشهير كلمة جديدة لهذا العام وهي Post-Truth والتي تعني "ما بعد الحقيقة"، واصفا بها الظروف المحيطة والقضايا التي يمر بها العالم.



لقد أصبح الإعلام لا يعرف الحقيقة، فالتزييف أصبح يغذي وسائل الإعلام، حتى أصبح 25% من الناس فقط يثقون بوسائل الإعلام. وفي الوقت نفسه، ازدادت الكراهية والعدوانية بين الناس بسبب العنصرية الدينية ونشر القصص والأخبار الكاذبة.



ولكن بشكل أوسع، القضية الكبرى هي في كيفية تأثير الإعلام على المجتمع، ولفترة طويلة نجد جميع أخبار الإعلام تخبرنا عن أن ما يحدث لعالمنا الآن راجع إلى طبيعتنا الإنسانية وأننا نعيش في عالم خطر حتى بتنا لا نسمع عن أي خبر إيجابي.



في السنوات الأخيرة، ساعد الإعلام كثيرا في إثارة الفتن والنزاعات بين الدول، حتى أصبحنا نشهد تزايدا في عدد القتلى الذين يموتون بسبب الحروب والنزاعات، حتى أصبح عددهم أكبر من عدد الناس الذين يموتون بسبب الفقر أو الجوع، وأصبحت الكثير من الدول تميل إلى الديموقراطية.



يجب الإشارة إلى أن المشاكل التي يوجهها عالمنا الآن بحاجة إلى التدخل السريع لحل قضايا العنصرية وعدم المساواة، ويجب التنويه إلى أن تركيز وسائل الإعلام على الأخبار السيئة فقط يحد من قدرتنا على حل مشاكلنا، فهي تشتت أذهاننا وتجعلنا غير قادرين على إيجاد حلول.



نحن بحاجة ماسة لإيجاد الفرص المناسبة التي تساعدنا على تغيير أنفسنا وتغيير العالم إلى الأفضل، نحن لسنا بحاجة إلى إعلام يضع الحقائق في إطارات مزيفة، نحن بحاجة لخلق الفرص التي تساعدنا في تغيير الأحداث وتغيير العالم إلى مكان أفضل، نحن نعيش الآن في عصر الإعلام المزيف الذي يظهر لنا العجز والقلق والخوف وانخفاضا في الموارد ويجعل بعض الدول تطغى على دول أخرى.



في دراسة نشرت حديثا في علم النفس الإيجابي، ركزت على قراءة الأخبار السيئة أو السلبية، مما جعل المشاركين في هذه الدراسة يرون السلبية في جميع الأشخاص الأمر الذي قادهم إلى الشعور بالعزلة.



ولكن بعد تركيزهم على قراءة الأخبار الإيجابية منحهم ذلك منظورا أوسع لرؤية الإيجابية في الأشخاص، وأصبح لديهم قابلية لتغيير مجتمعهم وحل المشاكل التي تواجهه، وساعد ذلك في تحسين حالتهم المزاجية أيضا والنفسية.



وأفادت هذه الدراسة بأن الإعلام له تأثير كبير جدا على المتلقين من الناس، وأن الصحافة البناءة تعد اليوم من أهم الصحف المنشورة، ومن أهم مصادر بناء المجتمعات في العالم.



وبحسب البحث تعد قناة البي بي سي واحدة من أهم وسائل الإعلام التي تحرص على نقل الأخبار بدون تزييف، وتأتي بعدها صحيفة جارديان التي خصصت قسما فيها لنقل القصص البناءة، حتى أصبح عدد من الصحف ووسائل نقل الأخبار يتخذ هذا النهج.



تعيين مساحة مخصصة في وسائل الإعلام أكثر إيجابية لخلق مجتمع مزدهر، ودعم الإعلام الجيد الذي لا يميل إلى تزييف الحقيقة يساعد على تغيير الإعلام إلى إعلام جيد، ومساعدة وسائل الإعلام في نقل أخبار إيجابية تساعد على ازدهار المجتمعات، ليس بوصف ما يجب أن يكون عليه المجتمع، بل بنشر ما قد يكون عليه الإنسان في مجتمعات مزدهرة ومثمرة بعيدا عن المشاكل والصراعات.



التماس مع القيم الإنسانية وتلبية الاحتياجات يساعدان في تقدم الأمم والمجتمعات ونموها، فيجب أن يكون هناك تعاون بين المجتمعات وبين أفرادها من خلال الجمعيات التعاونية والمؤسسات الاجتماعية ومساعدة اللاجئين، وغيرها من الوسائل التطويرية.