حليفي: الرواية فن وليست موعظة أو رصاصة

الأربعاء - 08 فبراير 2017

Wed - 08 Feb 2017

بينما تمضي الرواية قدما عاما بعد عام في تكريس وجودها في صدارة الأنواع الأدبية من حيث الجاذبية القرائية، يستمر النقاد والروائيون أنفسهم في إعادة تعريف وفهم الرواية وفقا لأدواتها الفنية وطبيعة الدور المطلوب منها، لا سيما بعد ظهور العديد من الأعمال الروائية المحملة برسائل فكرية يقدمها عبر أبطال الرواية، وهو ما حولها إلى ما يشابه مقالات طويلة أو منابر كتابية للتصريح بمواقف معينة ليست أدبية بالضرورة.



«مكة» استطلعت آراء عدد من الروائيين عن هذه القضية على هامش الندوات الثقافية في مهرجان الجنادرية، إذ أكد الروائي شعيب حليفي من المغرب أن الخطاب الأدبي قادر على الإسهام في التغيير في المجتمعات العربية إلا أن هذا لا يعني أن الرواية يجب أن تبقى فنا ولا تتحول إلى موعظة أو رصاصة على حد تعبيره، مضيفا (عندما يعمل الروائي على اختلاق عوالم فإنه يكون ضد الخطاب الأيديولوجي السائد، في حين أن المتلقي يقف بين عالم الواقع الذي يعيشه، وعالم الممكن الذي يتخيل فيه واقعا آخر، وبين هذين العالمين يتحرك الروائي بكتابة النص وممارسة التأويل)



حليفي أشار إلى أن الروائيين الذين ارتبطوا بالممارسة النقدية هم الأكثر وعيا وقدرة على التحكم بفنيات الرواية ومخرجاتها، واصفا علاقة الراوي والمجتمع بأنها علاقة صعبة، كما أن علاقته بالرواية نفسها لا تقل صعوبة، خصوصا في ظل تغير قناعات الإنسان من وقت لآخر، والتحولات الثقافية التي تحدث باستمرار.



من جانبه، يصف الروائي يوسف المحيميد الأيديولوجيا في النص الروائي بالأمر الذي لا فكاك منه وأن هذا المأزق يبدأ أولا من صعوبة تعريف الأيديولوجيا نفسها، وكذلك هو الحال حين يتعلق الأمر بإسقاطها على شخصيات الرواية، مستنتجا (المهم في نظري أن يحضر الجانب الجمالي والفني في عناصر الرواية المختلفة، وأن لا تظهر الأيديولوجيا بشكل مباشر لكي لا يتحول النص إلى ما يشبه بيانا سياسيا أو اقتصاديا، مع ملاحظة أن وصف الروائي لتعامل الشخصية مع الحدث قد يكون طبيعيا ولا يشترط أن يكون محملا بمواقف معينة).



وذكر المحيميد أن التحدي الذي يواجه كاتب الرواية هو تحييد صوته الخاص في أثناء العمل، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب انتباها مستمرا كما أن اكتشافه يتطلب مراجعة متكررة للعمل، وعلى يد أكثر من شخص ممن يثق الروائي بخبرتهم، مضيفا أن التجربة الروائية في المملكة نجحت منذ 2005 في إبداع أعمال مميزة كسرت المقولة التي ترى أن القصة القصيرة هي الفن الأنسب للمجتمع المحلي باعتبارها الفن الأسهل والأكثر مواربة.

الأكثر قراءة