لماذا تعلم لغة أخرى يكون سهلا للبعض وصعبا على آخرين؟

الأربعاء - 08 فبراير 2017

Wed - 08 Feb 2017

تعلم اللغات أحيانا ليس مجرد ترف، بل ضرورة بشرية لتلاقح المعرفة، والعلوم، وتدويرها حول العالم بصورة أسهل وأدق.



لكن طلبة تعلم اللغات ليسوا متكافئين بالضرورة، فهناك من يلتقط اللغة سماعا بصورة سريعة، وهناك من يلتقطها بشكل أقل. ولهذا تساءلت "أنجيلا جرانت" طالبة الدكتوراه في قسم علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا من خلال مجلة Aeon بخصوص: هل تتذكر آخر مرة أخذت فيها دورة لتعلم لغة ما؟

من المؤكد أنك أنهيت الدورة بمهارات مختلفة عن بقية زملائك، سواء كانت عبر الانترنت أو داخل الفصل، وسواء اعتمدت على الاندماج في اللغة أو على الترجمة. بعض الأشخاص يفضلون القراءة والكتابة على التحدث عند تعلم لغة جديدة، والبعض ماهر داخل الفصل ولكنه خجول في الخارج.



هذه الفروق الفردية موجودة بين الجميع في مختلف المجالات، ولكن في مجال علم النفس فإن سبب الاختلاف ما زال غير واضح، فلماذا تعلم لغة أخرى يكون سهلا للبعض وصعبا على آخرين؟



للإجابة عن هذا السؤال، استخدم عالم الأعصاب "شياو تشاي" وزملاؤه في جامعة ماكجيل في مونتريال تقنية الرنين المغناطيسي، لقياس نشاط الدماغ من خلال تدفق الأكسجين عندما يكون الفرد مستيقظا ولا يؤدي أي مهام.



وبعد النظر في صور الرنين لطلاب خاضوا 12 أسبوعا من دروس تعلم اللغة الفرنسية، وجدوا فروقا فردية في تحسن اللغة.

واستشهدت جرانت في مقالها بدراسة نشرت في مجلة Neuroscience هذا العام من أجل إجرائها فحصا بحثيا على أدمغة الناطقين باللغة الإنجليزية قبل بدء دروس الفرنسية، والتي تضمنت تدريبا لمدة 6 ساعات على اللغة الفرنسية يوميا، يعيشون في بيئة متحدثة باللغتين "مونتريال". لأن العيش في بيئة تتحدث اللغة هي الطريقة الأفضل لإتقان اللغة.



لجمع البيانات اعتمد الباحثون الكلام العفوي، وذلك عبر سؤال المشاركين في الدراسة بإخبارهم عن يوم أمضوه على الشاطئ باللغة الفرنسية. أظهرت صور الرنين للدماغ أن فروق تحسن اللغة ترتبط بالاختلافات السابقة لنشاط الدماغ. وباختصار فإن تدفق الأكسجين في عقول المشاركين في حالة الهدوء وعدم القيام بأي مهمة يتوقع كيفية تحسن المهارات اللغوية لاحقا.



استنادا على الأبحاث السابقة، كان الباحثون على علم بأن القراءة تسبب تدفق الأكسجين إلى مناطق البصر في الدماغ، وباستخدام تلك المناطق تم احتساب الاتصالات الدماغية، ثم استخدموا تحليل الانحدار، (طريقة إحصائية لتقدير العلاقة بين المتغيرات) للبحث في خريطة الاتصال لكل شخص في سياق تحسن دراجات القراءة والتحدث.



وتعتمد كل مهارة سواء القراءة أو التحدث على اتصالات مختلفة في الدماغ، مما جعل العلماء يتساءلون أنه إذا كان يمكن لاتصالات الدماغ أن تتوقع التعلم فكيف يمكن أن نتوقع هذه الاتصالات الدماغية؟ وماذا يمكن للمعلمين أن يفعلوه لتقوية تلك الاتصالات؟

إحدى الطرق لتوقع التعلم هي التعمق في اللغة الأولى ومهاراتها، فيمكن أن تختلف الاتصالات الدماغية اعتمادا على اختلاف المهارات اللغوية السابقة للفرد، ومدى قراءته باللغة الأولى أو مدى طبيعته الاجتماعية.



والسؤال الحاسم هو: ماذا حدث بعد دورة اللغة الفرنسية بالنسبة للمشتركين الأقل مهارة؟ هل زادت الاتصالات الدماغية عندهم أم نقصت؟

يصعب الحصول على هذه الإجابة لصعوبة تتبع المتعلمين لفترة طويلة، والتكلفة المرتفعة لهذا النوع من الأبحاث. ولكن عندما تتبعت "أنجيلا جرانت"



مجموعة صغيرة من متعلمي اللغة الإسبانية خلال عام واحد، وجدت أن بعض مناطق الدماغ وبعض المهارات المعرفية تحسنت بتعلم لغة ثانية.

وعبر فهم طريقة تعلم اللغة يمكن أن نجد تقنيات لمساعدة الطلبة والجيل القادم.