أهم 7 أفكار لتطوير العلم

الأربعاء - 08 فبراير 2017

Wed - 08 Feb 2017

يواجه العالم صراعات تفوق قدرة الناس على الاحتمال، اليوم حتى بعض العلوم والمعارف أصبحت متهمة بأنها مذنبة، بسبب أن الأهداف المالية والسياسية لحقت حتى البحوث والآداب وغيرها.



أجمع 270 عالما من جميع أنحاء العالم، من بينهم طلاب متخرجون وأساتذة كبار ورؤساء مختبرات وحائزون وسام "فيلدز"، على أن حياتهم المهنية تواجه حوافز سلبية، مما أنتج علما فاسدا.



حيث يرى العلماء بأن العملية العلمية خرجت عن مفهومها المثالي المتكون من: طرح سؤال، إعداد اختبار موضوعي، الحصول على الإجابة، والتكرار مجددا.



ويعزون السبب إلى ازدحام العلم في يومنا الحاضر بالصراعات والتناقضات، ويقول العلماء بأنهم مجبرون على وضع أولوية المحافظة على الذات قبل أولوية طرح أفضل الأسئلة والكشف عن إجابات ذات مغزى.



وأصبح نجاح العلم اليوم لا يقاس بجودة بحثه ونجاح تجاربه، وإنما بكمية الأموال التي اكتسبوها، وكيف وصلت أبحاثهم إلى العامة.

قررت مجموعة من العلماء وقف انحطاط العلم ومنع الحوافز الضارة والمكافآت، وذلك من خلال مشاركتهم في الاستطلاع الذي طرحه موقع "Vox"، ليقدموا أفكارا متنوعة تهدف لتطوير العلم وإعادته لمساره المثالي.



1 المشكلات المالية الضخمة:



يحتاج العلماء للأموال لإجراء الدراسات وتوفير معدات المختبرات والدفع لمساعديهم وحتى الحصول على مرتب. وتؤثر تلك الأموال سلبا على العلم، فهي تضع ضغطا على المعامل لنشر كثير من الأوراق البحثية وتحفيز العلماء على المبالغة في أدائهم.

فلا يكتفي عموم الباحثين الأكاديميين في الولايات المتحدة بدخلهم الأكاديمي لتوفير جميع الاحتياجات البحثية، كما أن المنح غالبا ما تنتهي خلال ثلاث سنوات أو نحو ذلك.



وحينما تجف مصادر تمويل المراكز البحثية المستقلة أو الحكومية أو الجامعية، يشعر العلماء بأنهم مضطرون إلى اللجوء إلى جهات أخرى أو جماعات تدعم برامجهم وتحثهم على توليد مزيد من الدراسات لأجل مصالحهم.



الحل:

- زيادة الحكومات مخصصات العلم المالية والعمل على رفع الاستقرار لتلك المخصصات.

- تغيير المؤسسات طريقة تقديم المنح: فعوضا عن تقديمها لمشاريع فردية، يفضل أن تقدم لأشخاص محددين ومختبرات محددة لفترة زمنية معينة.

- تخفيف تضارب المصالح من قبل الممولين الصناعيين.



2 كثرة التصاميم السيئة للدراسات:



أدى الضغط على العلماء إلى نشر مزيد من البحوث، وتقييمهم وفقا لكمية البحوث التي ينشرونها، إلى التوصل لنتائج مبعثرة. وتكمن المشكلة هنا في أن النتائج غير المسبوقة لا تحدث في أغلب الأحيان، مما يضطرهم إلى التلاعب بدراساتهم للتوصل إلى نتائج ثورية.

يبدؤون ذلك بتغيير قراراتهم في عشوائية المشاركين في الدراسة، أو تضمين مجموعة مرجعية للمقارنة، أو وضع بعض العوامل المربكة.

كما أوجد العلماء إمكانية اختبار البيانات نفسها تحت فرضيات متعددة، ليعتمدوا فقط النتائج ذات الدلالة الإحصائية.



الحل:

- إعادة النظر في نظام المكافآت.

- اعتماد مزيد من الشفافية في العملية البحثية.



3 تجاهل العلماء لأهمية تكرار النتائج:

يعد التكرار أحد المفاهيم التأسيسية للعلم، بحيث يعيد الباحثون اختبار دراساتهم السابقة لمعرفة ثبات النتائج. ويشكل الاختبار والتحقق وإعادة الاختبار جزءا من العملية البحثية البطيئة للوصول إلى حقيقة علمية تضاءل اهتمام العلماء بها.

وأوجد الاستطلاع أن هناك سببين وراء ذلك: أحدهما قلة الحوافز المقدمة للباحثين في هذا المجال، والآخر صعوبة تكرار بعض الدراسات.



الحل:

- تشجيع الباحثين على تكرار الاهتمام بهذا النوع من البحوث.

- تسهيل تكرار البحوث من خلال زيادة فعالية مشاركة الطرق في الأوراق البحثية المنشورة، وإضافة تفاصيل الإجراءات الرئيسة لمساعدة الآخرين على تكرار التجربة.

- استخدام مصدر مفتوح كأداة جديدة تسهل تعقب جميع النسخ من التجربة.



4 فشل مراجعة النظراء:



تسير عملية مراجعة النظراء على النهج الآتي: يسلم الباحث مقاله إلى ناشر في مجلة علمية، ثم ترسل المقالة في حال قبول المجلة بها إلى نظراء في المجال نفسه بهدف النقد البناء ونشرها أو رفضها.



الغرض من هذه العملية هو التخلص من الدراسات والبحوث غير المرغوب بها، قبل أن تصل إلى النشر.

وأكد المشاركون في الاستطلاع أن هذه العملية فشلت، لأن النظراء يفعلون ذلك انطلاقا من رغبتهم بالمساهمة في تحسين البحث في مجالهم بالرغم من عدم وجود أي مكافأة، على الوقت الذي يقضونه في مراجعة المقالات.



كما أصبح من الصعب العثور على نظراء ثقة لمراجعة المقالات، فهناك كثير ممن يؤجلون المراجعة أو يتسرعون و يفوتون الأخطاء، ومنهم المتحيزون.



الحل:

- اعتماد المجلات العلمية أسلوب مراجعة النظراء العمياء، بحيث يجهل النظراء هوية مقدم المقالة ويجهل الباحث هوية النظراء لوقف التحيز.

- تحويل عملية مراجعة النظراء إلى عملية مستمرة، بأن يطبق الباحث جميع الملاحظات خلال المراجعة الأولى ويعيدها مرة أخرى لمراجعتها مجددا من قبل آخرين بكل شفافية.



5 وجود كثير من العلم خلف جدران الاشتراكات المدفوعة:



يحتكر كثير من المجلات العلمية الأوراق البحثية المكتملة خلف اشتراكات مكلفة، والبعض منها ذات عملية نشر بطيئة تربك وتيرة إجراء البحوث.

فعلى سبيل المثال تكلف المقالة الواحدة من مجلة Science ما لا يقل عن 30 دولارا، والاشتراك السنوي في مجلة Cell يكلف 279 دولارا، والاشتراك لمدة عام في مجلة Elsevier يصل إلى 20 ألف دولار، وهكذا تستمر أسعار الاشتراك في الارتفاع.



الحل:

- النشر في المجلات ذات إمكانية الوصول المفتوح.

- إلغاء نظام مراجعة النظراء، ونشر البحوث فور الانتهاء منها لتسهيل مشاركة العلم.



6 سوء نقل العلم إلى الجمهور:

ينزعج معظم العلماء من تمسك الأشخاص العاديين بأفكار غير علمية، ومنظور عام لكيفية سير العملية العلمية. فتعج الصحافة العلمية غالبا بحقائق مبالغ فيها ومتضاربة ومضللة بشكل صريح.

كما يخطئ مركز صحافة الجامعة أحيانا في نشر ما يسمى بـ "التهويل العلمي". حيث نشر مركز صحافة جامعة ميريلاند الأمريكية في عام 2015 خبرا يدعي بأن أحد أنواع الشكولاتة التجارية يساعد في التعافي من ارتجاج المخ. ويلام في ذلك أيضا الباحثون الذين يروجون لأبحاثهم بطريقة تنافسية ومبالغ بها.



الحل:

- تضمين الصحفيين نتائج الدراسة في المحتوى، والاهتمام بالمنهجية المتبعة وتجنب التركيز على دراسة واحدة.

- تخصيص حكام ذوي مصداقية لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف في الأبحاث بدقة.

- جعل البحوث مجانية للجميع سيخمد تحريفات الإعلام.

- اكتساب العلماء مهارات تمكنهم من التواصل مع الجماهير.



7 الضغط الذي يواجهه الأكاديمي الشاب:

يعتمد كثير من العلماء والباحثين على الطلبة والباحثين في مرحلة ما قبل الدكتوراه لإجراء التجارب وتحليل البيانات. كما يتعاقد معهم كثير من المؤسسات، فتلزمهم بساعات عمل طويلة وفترات محدودة للإجازة العائلية.



أدت كثرة عدد حملة الدكتوراه وقلة الوظائف ومحدودية السلم الوظيفي الأكاديمي في بقاء كثير منهم في المنصب الأكاديمي نفسه لمدة تتجاوز الـ10 أعوام، مما جعل عددا من الباحثين الشباب يلجؤون إلى مهن غير أكاديمية.



الحل:

- تحسين سياسات التعاقد مع الطلبة.

- الموازنة بين عدد الوظائف الأكاديمية المتاحة وعدد المتخرجين من حملة الدكتوراه.

- تقسيم برنامج الدكتوراه إلى نوعين: أحدهما للوظائف المهنية، والآخر للوظائف الأكاديمية.