عبدالله المزهر

الترمبيزم

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 07 فبراير 2017

Tue - 07 Feb 2017

يبدو أن الترمبية هي الوريث الشرعي للمكارثية، والترمبية أو الـ Trumpism ـ إن صحت التسمية ـ هي سلوك يعمد إلى اعتبار الآخر مجرما محتملا، وأن أجناس البشر مجرمون إلى أن تثبت براءتهم. أما المكارثية فهي «سلوك يقوم بتوجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون الاهتمام بالأدلة، وهي منسوبة إلى اسم جوزيف مكارثي الذي كان رئيسا لإحدى اللجان الفرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي والذي اتهم كثيرا من موظفي الحكومة بأنهم شيوعيون، مما أدى إلى سجن بعضهم بتهمة أنهم يعملون لمصلحة الاتحاد السوفيتي، ثم تبين فيما بعد أن اتهاماته لا أساس لها. ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجه ضد المثقفين» أ.ه.



وهناك فارق ضئيل بين السلوكين فالترمبية سلوك احترازي يجعل طائفة من البشر محل شك، والمكارثية سلوك يتجاوز مجرد الاحتراز إلى توجيه الاتهامات بشكل مباشر. ويعتمد التصنيف في المكارثية على التوجهات الفكرية والسياسية أما في الترمبية فالتصنيف ديني في الغالب.



وبالطبع فإن مصطلح الترمبية منسوب إلى اسم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، ومع أن فخامته قد نال شرف أن تسمى هذه الحالة السلوكية باسمه، إلا أن الغريب في الأمر أنه ليس مخترعها ولا أكثر من يمارسها، فكثيرون ممن ينتقدون سياسة ترمب تجاه المسلمين وحديثه الدائم عن كراهية المسلمين للغرب هم في حقيقة الأمر ترمبيون في الاتجاه المعاكس، ولا يجد البعض حرجا في أن يشتم في السطر الأول ترمب لأنه يضيق على غير الأمريكيين ويمنعهم من دخول أمريكا، ثم يشتم في السطر الثاني كل الوافدين إلى بلاده ويطالب بطردهم. أو أن يعتبر ترمب عنصريا في أول النهار، ثم لا يجد في نفسه حرجا وهو يدعو بهلاك كل الأمم والطوائف والملل والنحل في آخر النهار.



وعلى أي حال..



فلم أجد بعد اسما أو مصطلحا مناسبا لهذه الحالة والسلوك العصي على الفهم، وسأحاول في قادم الأيام أن أفعل. فهي حالة أقرب لمن يحضر متحمسا إلى المعلب في مباراة «الديربي» وهو يرتدي شعار الفريقين ثم يوزع الشتائم عليهما وعلى حكم المباراة وبقية الجماهير بالتساوي.



[email protected]