وطنيون وليسوا مهايطين!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 06 فبراير 2017

Mon - 06 Feb 2017

يستطيع الصديق اللدود (عيسى سوادي) أن يحصي كم مرارةً احتد النقاش بيننا حول فكرة (مستفزة)؛ فيقسم: والله أخاف يفهموك (غلط)! فأرد فورًا: وأنا أخاف يفهموني (صح)!! أما المتلقي الذي نفخر باستفزازه دائمًا فهو الذي يجدل (الخطأ والصح) في ضفيرة واحدة؛ كالدكتورة القديرة (حسناء القنيعير)، الكاتبة الوطنية ـ بأبعد ما تعنيه الكلمة ـ في صحيفة (الرياض)، وأستاذة اللغة العربية وآدابها!!

وهي أعرف الناس بالكتابة الساخرة، التي تحقق رؤية الزميل (أبي الطيب المتنبي) ـ ولن نقول (الكذاذيبي) لأنها تعد ذلك (هزلًا) لا يليق به ـ في قوله:



وتركُك في الدنيا دويَّا كأنما ** تداول سمعَ المرءِ أنملُه العشرُ!!



بمعنى أن رسالة الكاتب هي إثارة القلق بالأسئلة المجنونة، وليست (التميلح) بإيجاد الحلول وادعاء العقلانية والحكمة!



وقد استفز الدكتورة حسناء ـ ولا فخر ـ وصف: (المهايطون بالسعودة) في مقالتنا أمس: (لماذا لا يسعودون وظائف مدربي كرة القدم؟)؛ فأرسلت رسالة كـ(هبوب الشمال) تقول فيها: «هل من يطالبون بسعودة الوظائف مهايطية؟» وهي بالطبع تعرف الإجابة والفرق بين قولها: (المطالبون) بسعودة الوظائف، وقولنا: (المهايطون) بالسعودة!



وإمعانًا في التوضيح؛ فإن للسعودة مفهومين مختلفين جذرياً: خاطئ وصحيح! والخاطئ هو: أن السعودة تعني (طرد) الأجنبي مهما كان تميزه وحاجة المصلحة (الوطنية) لخدماته، وإحلال السعودي مكانه بالراتب المتواضع نفسه بالنسبة للواقع المحلي، والمميزات التعيسة ذاتها!



وقد قلنا مراراتٍ عديدة بديدة: إن هذا (المفهوم) لن يقلل من البطالة، ولن يوظف (الكفاءات) السعودية؛ ولو من باب الصدقة والإحسان! ولن يستطيع السعودي منافسة الأجنبي مهما ضحى؛ كما صرح غازي القصيبي، و(طالب) برفع كلفة توظيف الأجنبي إلى أن تتساوى بكلفة توظيف المواطن!! وهو ما اتجهت إليه الحكومة مؤخرًا برفع قيمة التأشيرات والرسوم وغيرها!!



أما المفهوم الصحيح للسعودة؛ فهو: «إقناع القطاع الخاص واقعيًا وبالأرقام بأن توظيف أبناء البلد مهما كلف هو الضامن لازدهار المؤسسات والشركات ذات البنية التحتية الراسخة»! وضربنا مثلًا بمجموعة (الزامل) العالمية (للمطالبين) بالسعودة! ولا نعرف غيرها؛ مقابل مئات الأمثلة على (المهايطين) بالسعودة بمباركة وزارة العمل نفسها!!



وبناءً على المفهومين؛ فإن مشكلة (خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية) ليست في تعيين كوادر أجنبية ـ وقد فعلتها أكثر من مرة قبل السيدة (سركيس) ولم (يهايط) أحد ـ وإنما في (الهياط) الذي يحركها؛ وهو الفكر الذي يحرك مفاصل الاقتصاد كالرياضة والتعليم والإسكان قريييييبًا!!!