فراس الحربي

ثرثرة عابرة

الاحد - 05 فبراير 2017

Sun - 05 Feb 2017

ذات صباح من صباحات الشتاء أسرتني فتنة الرياض بسمائها الملبدة بالغيوم والتي تتطلب الاختلاء بكوب قهوة وكتاب وطاولة لشخص واحد، ولو أن الصور تلتقط رائحة القهوة لالتقطها تجسيدا لذلك اليوم. إلا أنني كنت على موعد لاستقبال صديق قادم من خارج المملكة فكان علي مهمة انتقاء كل شيء بعناية فائقة وأسابق الوقت خاصة أن تواجده في الرياض لن يستغرق أكثر من نصف يوم.

بدأت أعصر أفكاري وأسترجع الأمكنة التي كنت قد مررت بها لتكون ضمن محطات زائر يبحث عن نقاهة بعد أدائه مهمة العمل المكلف بها.

شعرت بحاجتي للاستعانة بهيئة الترفيه، فاستعنت بصديق أثق جدا في خياراته، إلا أنه لم يملك أقصى من أن يزودني بعناوين مطاعم تقدم أرقى أنواع الإفطار والغداء، ومقاه تتميز بأجود أنواع القهوة، وبعد أن تجرعنا كميات من الكافين كفيلة بأن تجعلنا يقظين لأيام سألني عن الوجهة التالية! إلا أنني استنفدت الخيارات، كون أنه أمام كل خيار لافتة تعترض حماسك، وخاصة أن المجمعات التجارية لا تسمح بدخول العزاب، وأحد أشهر المرافق العامة تم إحاطتها بأسوار لدخول العائلات فقط وبمواعيد عمل، وإحدى الفعاليات المقامة آنذاك والمعنية بالقهوة كانت خيارا أمامنا، ولكن يلزمك لتعبر بوابتها أن ترافقك عائلة أو أن تكون من أرباب المشاريع.

لا يهم فمن حسن الحظ أنني من مرتادي المكتبات العامة والتي بلا شك تعتبر من أنشطة الترفيه وكذلك الزائر من هواة الكتب والقراءة فكانت مكتبة الملك فهد الوطنية ذات التصميم الهندسي الجذاب والرائدة في العالم الثقافي هي الأنسب، وقد حاز إعجابه وتقديره هذا الصرح المعرفي العظيم لما يقدم في هذه المكتبة من خدمات أتيحت لروادها تواكب العصر والتطور.

وذات يقين تأكدت بأن أغلب خياراتنا صوب جانب واحد ألا وهو (المطاعم) التي شكلت خطورة على صحة الإنسان، وأنه على الهيئة الحديثة مهام عديدة في توطين الترفيه وصناعته وعلى عاتقها أمنيات وتطلعات الكثير منا، أملا في تجسيدها واقعا ودورها كبير في المرحلة المقبلة، وكما وصف أحد رجال الأعمال الترفيه بأنه بترول السعودية القادم، فالترفيه له أشكال عديدة لا يمكن حصره، ومفهومه أوسع من أن يتم تضييقه ومهاجمته. أخيرا حل المساء وتجاوزنا التوقيت الذروي، وكان لزاما أن أودع الزائر وأستقبل الغد ببهجة وأمل.