الجنادرية 31.. من خلال رؤية 2030

الاحد - 05 فبراير 2017

Sun - 05 Feb 2017

تعتبر رؤية 2030 خيرا وبركة على المجتمع السعودي حيث لم تغفل أي جانب من جوانب الرقي والازدهار تتسم بالشمولية وتؤسس مستقبلا باهرا للمملكة العربية السعودية، وتخلق قوى اقتصادية ودولية تفوق كل التوقعات من خلال تطبيق المبادرات التي تهدف إلى تقليص الاعتماد الرئيس على النفط، وإيجاد بدائل يأتي ضمن خياراتها المهمة صناعة السياحة وربط الأجيال بالأصالة والتراث الوطني.



ويمثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة قصة نجاح على مر العصور تسطر أجمل وأرقى المحافل الدولية والاعتزاز بالإرث التراثي الوطني العميق ليصبح واحدا من الأرقام الصعبة؛ ويحتل ركنا مهما ضمن رؤية المملكة 2030 التي تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. وفي كل محور من هذه المحاور تظهر جلية ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الحادية والثلاثين، الأمر الذي أكسبها تنوعا ثقافيا فريدا، وذلك نتيجة المحافظة ووضع عنوان مهم للإرث الثقافي التاريخي السعودي العربي والإسلامي من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية. فالمملكة على مدى التاريخ معروفة بحضاراتها العريقة، وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، وتعزز الرؤية من خلال المهرجان مسألة الحفاظ على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها إلى الأجيال، من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية واللغة العربية، من خلال الفعاليات والأنشطة المعززة لهذا الجانب. وأكدت رؤية المملكة 2030 على التسجيل الدولي لمواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على إرثنا العريق، وعلى الدور الفاعل والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.



ولم يدخر ولاة أمرنا حفظهم الله أي جهد تجاه المحافظة بل أولوا هذا الجانب اهتماما كبيرا ونتج عنه برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري ويهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تعزز جانب الانتماء وإحياء تراثنا العريق، وليس مستغربا أن يفتتح هذا المهرجان الوطني صاحب المقام الرفيع والمعرفة الثقافية والتاريخية والتراثية للمملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث تعتبر رعايته وتشريفه دعما لجميع أفراد المجتمع وأطيافه.



والجدير بالذكر أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة لم يغفل جانبا على جانب آخر فكان منبرا للفكر، ومنصفا للتراث، استقطب أهل الفكر والرأي وبسط ذراعيه لأهل الحِرف والصناعات اليدوية لتحقيق التوازن الجميل وتحويلها إلى عناصر فاعلة.



وعندما يذكر هذا المهرجان الوطني أو تحل مناسبته السنوية نحلق في أذهاننا إلى الرمز الراحل بجسده الباقي في عقولنا ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه صاحب الأيادي البيضاء والبصمات الواضحة والباقية بإذن الله، ومما يشهد له أنه صاحب الفكرة ومرسخ دعائم المهرجان ومطوره ليصبح في مصاف المهرجانات العالمية بما يقدمه من برامج مختلفة، حتى صار محط أنظار المفكرين والمبدعين بكل أطيافهم في كل عام فهو بوابة لنشر الفكر والتعايش بما لا يتنافى مع الثوابت الدينية. ومن خلال حضوري ومشاركتي لأعوام عدة في هذا المحفل الوطني الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني سنويا ومن باب الإنصاف لمست وعن قرب التطور المستمر وحسن التنظيم ونتطلع إلى نجاحات مستمرة بإذن الله وهذا غير مستغرب، في ظل متابعة حثيثة وإشراف مباشر من قبل وزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وحفظ بلادنا من كل سوء ووفقنا جميعا لخدمة بلاد الحرمين الشريفين.