أحمد صالح حلبي

عباس غزاوي.. لم ينصفه التاريخ

مكيون
مكيون

الأربعاء - 01 فبراير 2017

Wed - 01 Feb 2017

قبل أن يغيب الموت الإعلامي والدبلوماسي السعودي السفير عباس فائق غزاوي بسنوات مضت، كنت مع أستاذي الراحل علي أبوالعلا -رحمه الله- في استراحته بالرصيفة نناقش قضايا الأدباء وبعد المجتمع عنهم في كبرهم ونسيانهم بعد وفاتهم، وكان محور حديثنا منصبا حول الأستاذ عباس فائق غزاوي الذي عرف لدى كثيرين بـ «بابا عباس»، لأنه الإنسان الذي صنع للأطفال برنامجا إذاعيا جذب الأسماع بتنوع مواده وسلاسة حديثه.



ويومها كنا نسأل ونقول هل نال عباس فائق غزاوي حقه؟ أم إن الزمن نساه كما نسي غيره من الأدباء والمفكرين الذين وضعوا اللبنات الأولى للعديد من الخدمات والبرامج الفكرية والثقافية؟



وكان سؤالي قد طرح قبل أكثر من عشرين عاما مضت، واليوم وبعد سنوات من رحيل أستاذنا عباس فائق غزاوي -رحمه الله- أقف متسائلا عن نتاجه أين غدا؟ ألا يزال محتفظا به داخل أرشيف الإذاعة والتلفزيون ليحكي للأجيال بداية برامج الأطفال في الإذاعة والبرامج الحوارية في التلفزيون، أم نقل إلى حيث ألقيت أعمال إذاعية وتلفزيونية عدة ببدروم مليء بالأتربة؟



وبين حفظ باهتمام داخل الأرشيف وإلقاء عفوي بهدف الحفظ حتى التلف، وجدت أن خير من يحفظ النتاج ويبقي الأثر هم الأبناء والأحفاد، وقد سرني ما أبداه أبناء أستاذنا الراحل عباس فائق غزاوي -رحمه الله- من خطوات عملية نحو الحفاظ على نتاج والدهم، وتوثيقه وتدوين منجزاته في إصدار قالت عنه ابنته الأستاذة غادة غزاوي خلال لقائي بها إنهم يعتزمون جعله توثيقا شاملا كاملا لا يوثق لنتاج والدهم وحده، بل يتناول الخطوات العملية والصعوبات التي واجهته، وللأبناء الذين يسعون لتوثيق نتاج والدهم أقول شكرا، وأملي أن يسعى أبناء أدبائنا ومثقفينا للعمل على حفظ نتاج آبائهم.



وإن كنت أرى أن عباس فائق غزاوي لم ينصفه التاريخ، حتى وإن أصدر الأبناء توثيقا له، فذلك عائد لغياب من ترجم للأستاذ عباس -رحمه الله- فلم نر من تناول حياته بإنصاف سوى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في كتابه (عباس فائق غزاوي: موهبة الفطرة الإعلامية والصدفة) الصادر عن نادي مكة الثقافي الأدبي.



لذلك، أظل قائلا إن الأمل يبقى في إصدار شامل كامل يتناول حياة الأستاذ عباس غزاوي -رحمه الله- مبتدئا من ولادته التي أوردها الأستاذ الشبيلي بحارة الفلق -إحدى حواري مكة المكرمة- عام 1351 التي تمثل الحياة الاجتماعية لأبناء مكة المكرمة، مرورا بدور الحارة القريبة من الحرم المكي الشريف في بروز الأدباء والمفكرين.



وأتوقف هنا وأسال عن دور الإذاعة والتلفزيون في الحفاظ على نتاج الرعيل الأول من أبنائهما، فالغزاوي -رحمه الله- قدم للتلفزيون برنامجا رائعا بعنوان «ندوة التلفزيون» الذي كان يجمع العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع السعودي ويتناول كثيرا من الموضوعات والقضايا الحيوية، وقد يكون هذا البرنامج من أوائل البرامج الحوارية التي بثها التلفزيون السعودي.



وليتنا نرى عبر قناتنا الثقافية برنامجا يتناول عطاء السابقين على غرار برنامج «وينك» الذي تبثه قناة روتانا خليجية، ويتناول أسباب غياب نجوم الفن والرياضة والثقافة.