جنادرية خليجية

الأربعاء - 01 فبراير 2017

Wed - 01 Feb 2017

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 31)، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية.



ولدى وصول الملك سلمان وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الصباح وملك مملكة البحرين حمد آل خليفة إلى مقر المهرجان بالجنادرية، كان في استقبالهم، أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر ووزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير متعب بن عبدالله ووكيل وزارة الحرس الوطني لشؤون الأفواج الأمير خالد بن عياف ونائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالمحسن التويجري.



واستقبل خادم الحرمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف آل نهيان والممثل الشخصي لأمير دولة قطر الشيخ جاسم آل ثاني وممثل سلطان عمان أسعد آل سعيد ووزير الثقافة بجمهورية مصر العربية الدكتور حلمي النمنم ومساعد رئيس جمهورية أذربيجان للشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي حسنوف وعددا من كبار المسؤولين في الدول الشقيقة والصديقة ضيوف المهرجان.



وبعد أن أخذ الملك سلمان وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسة عزف السلام الملكي ثم بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم،ثم انطلق الشوط الأول من سباق الهجن الكبير.



تعميق الهوية



وأعرب ملك البحرين حمد آل خليفة عن سعادته بالمشاركة في حفل الافتتاح، تلبية لدعوة كريمة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.



وقال: إن هذا المهرجان أصبح تقليدا حضاريا وملتقى عربيا وإنسانيا تلتقي في رحابه نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين والشعراء والباحثين من مختلف دول العالم.



وأضاف «نود الإشادة بهذا المهرجان الذي يهدف إلى تعميق هويتنا الحضارية وتواصل الأجيال مع تراثهم وثقافتهم وتقاليدهم، حيث أصبح حدثا مهما يجسد تراثنا الإسلامي الأصيل، حتى أضحت الجنادرية نموذجا يحتذى في بلداننا».



وعبر عن تقديره واعتزازه بدعم ورعاية أخيه خادم الحرمين الشريفين لهذا المهرجان الذي يجسد عراقة وأصالة الموروث الشعبي ويؤكد تميز الدور الحضاري، ويعكس الصورة المشرفة للمملكة.

وأكد عمق العلاقات الأخوية التاريخية الأزلية بين البلدين والشعبين الشقيقين اللذين تربطهما وشائج القربى والمصير المشترك، معربا عن اعتزازه البالغ بالمواقف التاريخية المشرفة التي تقفها السعودية تجاه البحرين، والتي تجسد علاقات المملكتين الوثيقة والضاربة جذورها في التاريخ.



ذاكرة الماضي



وألقى وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير متعب بن عبدالله كلمة خلال حفل الافتتاح، رحب فيها بالملك وضيوف المهرجان.

وقال «في رحاب الثقافة والتراث في الجنادرية، ذاكرة الماضي ونبض الحاضر واستشراف المستقبل وتواصل الأجيال والثقافات لتكون الجنادرية منهلا ثريا يعكس التطور الشامل الذي يعيشه وطننا المعطاء بسواعد أبنائه وفكر مثقفيه وتراث أسلافه وعزيمة وحكمة قادته».



تضحيات الاباء



وأضاف «في يوم من أيام الوطن، يوم الجنادرية، حيث التراث والثقافة وإبداع أبناء الوطن في شتى فنون الفكر والمعرفة، يوم من أيام الآباء والأجداد نستذكر تضحياتهم وبطولاتهم، كما سجلتها الأيام والليالي، نستعيد مسيرتهم حين حملوا راية النصر والعزة في طريق الوحدة والتوحيد مع قائدهم المؤسس، الملك عبدالعزيز -رحمه الله- صابروا وصبروا وجاهدوا وعملوا من أجل تثبيت أركان الوطن للعيش تحت رايته، وارفة الظلال، قوية الأركان، كيانا أصبح محط أنظار العالم قوة ومهابة وتأثيرا».



وتابع «يحق لنا اليوم أن نفخر بالمهرجان وما تحقق له من أهداف كبيرة ومشهودة عبر ما يربو على الثلاثة عقود، وما يرمز إليه من اللحمة الوطنية وتوحيد الصف وجمع الكلمة، حيث يضم كل مناطق المملكة وكل أطيافها، ليطلع الأجيال على ماضيهم المجيد وتاريخ وطنهم وتراثه وثقافته».



تاريخ وطني



وزاد أنه «لشرف عظيم لكل منسوبي الحرس الوطني الذين تغمرهم سعادة بالغة بوجود مليكهم وقائدهم الأعلى بينهم، وقد كنتم منذ الانطلاقة الأولى في 1405 مع أخيكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- خير الداعمين لفعالياته، باعتباره مشروعا وطنيا حضاريا يسهم في ربط الإنسان بأرضه وموروثه، ويمثل نوافذ مضيئة وإيجابية للعالم يتعرف من خلالها على ثقافة المملكة وموروثاتها المتنوعة الثرية، وهكذا سار المهرجان في تطور وتوسع ليصبح صعيدا ثقافيا وتراثيا يتشكل في كل عام، ومساحة رحبة لمئات الآلاف من المواطنين والمقيمين للتجول في جنبات تاريخ الوطن وثقافته وموروثه على مدى أسبوعين كاملين، كما يستقبل في كل عام مئات الأدباء والمفكرين الذين يطرحون مع الأدباء والمفكرين السعوديين كل ما يثري الساحة الثقافية والأدبية عبر فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان».



أرض الكنانة



وقال الأمير متعب، إنه في كل عام يحتفي مهرجان الجنادرية بدولة شقيقة أو صديقة، لتكون ضيف الشرف للمهرجان، وفي هذا العام نحن على موعد مع جمهورية مصر أرض الكنانة، بلد الحضارة والآداب والفنون والمعرفة، في امتداد للعلاقة التاريخية المتينة بين البلدين الشقيقين منذ عهد المؤسس، التي ما تزال في تطور ونماء في مختلف المجالات حتى عهدنا الحاضر، متطلعين أن تمثل هذه المشاركة إضافة نرى من خلالها صورة متكاملة تعكس التنوع الثقافي والتراثي المصري الأصيل على أرض الجنادرية.



الاحتفاء بالثقافة



وأعرب وزير الثقافة المصري الدكتور حلمي النمنم، عن سعادته بمشاركة بلاده في المهرجان بدعوة كريمة من خادم الحرمين.



وقال «إن تواصل دورات المهرجان قرابة ثلث قرن يعكس طبيعة العمل المؤسسي للمهرجان، فالأساس في العمل الثقافي والتراثي هو الاستمرار والتواصل، بغض النظر عن تعاقب الأجيال وتغير أشخاص من القائمين على المهرجان، وبهذا المعنى نحن أمام مهرجان يترسخ ويتطور عاما بعد عام يحتفي بالجوانب الثقافية والإبداعية والتراثية بالمملكة ودول الخليج العربي وبثقافتنا العربية، فضلا عن احتفائه بالثقافة».



رمانة الميزان



وأبدى سعادته وبلاده بالدعوة الكريمة التي تلقتها الثقافة المصرية من خادم الحرمين كضيف شرف لهذه الدورة، مؤكدا بأن ذلك يعكس عمق ورسوخ العلاقات بين البلدين وتجذرها وعمقها في التاريخ.

وأضاف «لما تأسست المملكة، ظلت العلاقات محكومة بروابط الأخوة بين المؤسس والملك فؤاد الأول تواصلت من يومها العلاقات بين الدولتين لتشكلا رمانة الميزان في عالمنا العربي المضطرب بالكثير من الصراعات والأزمات، ويعول الكثيرون في منطقتنا على عمق هذه العلاقة لتخرج بعالمنا العربية إلى بر الأمان في ظل وجود القيادتين الحكيمتين للبلدين الشقيقين».



بعد ذلك ألقى الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون قصيدة بالفصحى، كما ألقى الشاعر عبدالمجيد الذيابي قصيدة نبطية.



المكرمون



إثر ذلك، كرم خادم الحرمين الشخصيات السعودية لهذا العام كل من الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وصفية بن زقر، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

ثم أعلن أسماء الرعاة والداعمين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الواحدة والثلاثين.



سباق الهجن



وعقب نهاية السباق السنوي للهجن، سلم خادم الحرمين وأمير دولة الكويت وملك البحرين الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى في سباق الهجن جوائزهم.

كما تسلم الفائزان الأول والثاني جائزتي الشيخ زايد آل نهيان، سلمها لهما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف آل نهيان.



وجاءت نتائج الشوط الأول على النحو التالي:-



المركز الأول « الكاظم»، والمركز الثاني «المصمك»، والمركز الثالث «مرخان».

بعد ذلك شرف الملك والشيخ صباح، والملك حمد، وضيوف المملكة والحضور، حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.



حضر حفل الافتتاح عدد من الأمراء والمسؤولين.