إمارة الرياض وجه الحضارة

الاثنين - 30 يناير 2017

Mon - 30 Jan 2017

يكفي أن نقول إن سيدي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ولمدة تقارب الخمسين عاما وهو الأمير الأب الروحي لحاضرة دولتنا السعودية العاصمة الرياض، بنيت على عينه وازدهرت ونمت على كفيه، وبورك فيها بدعائه ورجاله الأوفياء من حوله.



حكاية الرياض وسلمان حكاية تحتاج إلى مجلدات من كتب، لأن في كل شبر منها كان لسلمان بصمته وموقفه وهمسته، لهذا فإن المنصب بحد ذاته «أمير الرياض» ليس مثله منصب، فهو الممثل الشرعي للدولة والأمين على حاضرتها. من بعد سلمان تولها رجال أوفياء أكفاء لا نفاضل بينهم، فكلهم على قلب حب الوطن والرياض واحد، واليوم يقود المسيرة محنك خبر العمل وتفاصيله، فيصل بن بندر، جعلته السنون ذلك الحكيم الذي يقود المركبة باتجاه بوصلته التي لا تشير إلا لبر الأمان بتوفيق الله ورعايته.



منذ توليه وهو يعد العدة للمضي قدما بخطوات تظهر على أرض الواقع ويلامسها القاطن والزائر والمار مرور الكرام، إنجاز العديد من المشاريع المرحلة من فترات سابقة في ظل ظروف اقتصادية محددة تمر بها المملكة والعالم كله، التركيز على إنهاء ملفات البنى التحتية وإقفال كل ما هو معلق، إعادة ترتيب بيت الرياض الداخلي وتنظيم شؤونها وشؤون أهلها، التواصل المستمر مع أبناء الشعب بأخذ المشورة والتعلم والتعليم، دعمه للكثير من المبادرات الثقافية والتوعوية التي جعلها تنطلق بأسلوب متطور يماشي تطور العصر ويحاكي الحداثة بإيجابياتها.



هو خريج جامعة رجالات عبدالعزيز، وهو حامل أمانة وثقة صاحب الأمانة سلمان بن عبدالعزيز، وهو من صلب بندر بن عبدالعزيز، أطال الله في عمرهم جميعا، الذي علم أبناءه الجد والاجتهاد والأخذ بالأسباب، والتوكل على الله.. كل هذا ليكون النجاح هو الحليف والتميز هو العنوان. بندر بن عبدالعزيز له موقفه في الحياة، إنها حياة عمل وكد، فعلم أبناءه كيف يكون العمل لأجل الوطن، وكيف ينذر الإنسان نفسه لخدمة أهله وأرضه.



حين شاهدته في زيارته للبطل جبران عواجي في المشفى وتلك القبلة على جبين البطل، رأيت فيصل بن بندر كما نعرفه، الجد والالتزام والثقة، لكن الوجه تبدل والملامح تغيرت حين التفت إلى والد البطل جبران فظهرت معالم القيادة بالرأفة والرحمة والتواضع، حين مازح الشيبة أضحكه وأثلج صدره، فهو يعلم أن لكل مقام مقالا، وأن هذا الوالد المفتخر بابنه في قلبه بعض من خوف على ولده، لكنه مازحه وطمأنه، فتعالت الضحكات وثار في الأجواء روح الفرح والسعادة. قلة هم من يتقنون فن إدارة الموقف ورسم الانطباع بما يناسب الحاجة، وفيصل بن بندر أحدهم بلا شك.



العمل ليس سهلا في إمارة الرياض، والمسؤولية كبيرة. ولا بد حين يكون العمل أن يكون الجميع يدا واحدة، خاصة في هذه الأيام والظروف، لحمة واحدة متراصين. وإمارة الرياض بحاجة إلى المزيد من الحملات الإعلامية. نحتاج إلى إبداع في عصر الإبداع للتأثير في جيل الإبداع، وكما عرف عن سموه ـ حفظه الله ـ مزيد من المبادرات البسيطة التي تقرب الناس من بعضها وتنبذ من بينهم أي متطرف أو متخف، سواء في سيارته أو بيت يستأجره في أحياء الرياض. نحن بحاجة إلى جيل يقتدي بجبران عواجي وزملائه، وهذا لا يتم إلا من خلال خطة إعلامية تغطي فترة زمنية مناسبة نستطيع فيها ونتمكن من إيجاد جيل كله جبران، كلهم على قلب رجل واحد، يعشق وطنه بإخلاصه لربه ودينه ومن بعد لقيادته.