ولكن (غادة المطيري) لا بواكي لها!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاحد - 29 يناير 2017

Sun - 29 Jan 2017

يختلف الموت عن (مصيبة) الموت؛ باختلاف الفاقد (الحي) عن الميت الذي وافاه أجل محدود، لا يستطيع إنسان أن يؤخره عن نفسه ساعة، أو يستقدمه لعدوه ساعة؛ ناهيك عن أن يتجنبه من (لغاليغه)!

ولله الزميل (أبو الطيب الكذاذيبي)؛ فلو لم يكن له في الـ(386) قصيدة ـ (تحويشة عمره) من الإبداع ـ غير قوله:



إذا ما تأملت الزمانَ وصرفَه ** تيقَّنتَ أن الموتَ ضربٌ من القتلِ! لكفاه أن يتربع على عرش الشعر العربي إلى عصر يوم القيامة! وليتنافس بقية الزملاء، كالأمير (أحمد شوقي)، وسيدنا (أبي نواس) وسيدنا (نزار قباني)، على الميداليات الفضية والبرونزية والنحاسية!!



فكيف و(أبو الطيب) يقول في مطلع القصيدة ذاتها موضحًا الفرق بين الموت ومصيبة الموت:



بنا منكَ فوْقَ الرّملِ ما بك في الرّملِ ** وهذا الذي يُضْني كذاكَ الذي يُبلي!!

كأنّكَ أبصرْتَ الذي بي وخِفْتَهُ ** إذا عشتَ؛ فاخترتَ الحِمامَ على الثُّكلِ؟؟!!



فالحِمامُ ـ بكسر الحاء وليس الذي لا يطير في (بريدة) حسب (يوسف المحيميد) ـ هو الموت، والثُّكل ـ أي الفَقْد ـ هو مصيبة الموت!



وقد وردت عبارة (مصيبة الموت) في القرآن المجيد مرة واحدة ـ حسب الشيخ (جوجل) ـ في قوله تعالى في سورة (المائدة): «إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ... الآية 106».



ولعل أوضح مثالٍ لمعنى (ضربتم في الأرض) هو المعلمات اللواتي (تشوِّتهُنَّ) وزارة (التعليم) بالتعيين في (قريح ستان)؛ فإن (تسَوَّلن) النقل ـ وهو أبسط حقوق الموظف ـ (شاتوهن) في (أقرح) من (قريح)؛ جزاءً لهن وردعًا لأمثالهن اللواتي أزعجن الوزارة المشغولة دااااائمًا بما هو أهم؛ كتخسيس الرواتب!!



ولقد تحدثنا عن (شهيدات الواجب) كثيرًا مريرًا، وعديدًا بديدًا، ولكننا لن نريح بالصمت الضمائر التي هي (مصيبة الموت)؛ عملًا بقول (الحلا كله) ـ تِئْبِر كل الضمائر المتفسخة وهي حية ـ «يا صوتي ظلك طاير.. زوبع بهالضماير.. بلكي بيوعى الضمير»!



ولكن كيف تتفاءل بيقظة ضمير اعتاد تقديم معلمتين كل شهر ـ بالمعدل ـ منذ مطلع الألفية؟ ولم يحرك ساكنًا لحل هذا الملف؛ رغم أن الوزارة تعاني من عجز مزمن في عدد المعلمات لن تقلل منه، ولو عينت كل معلمة في المدرسة الملاصقة لمنزلها!! وفوق هذا تتنطع وتلزمهن بشد الرحال لمجرد التوقيع؛ كما حدث مع الشهيدة (غادة المطيري) قبل أسبوع!!!!



[email protected]