صالح العبدالرحمن التويجري

مرحبا بنسورنا الجدد

السبت - 28 يناير 2017

Sat - 28 Jan 2017

في يوم الأربعاء الماضي 27 /4 /1438 تم تخريج الدفعة الـ 91 الجديدة من نسورنا الطيارين الجدد والفنيين بكلية الملك فيصل (رحمه الله) للطيران، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وفقه الله، وليس الاحتفال للتخريج فقط بل وبمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء تلك الكلية الفتية فأهلا بالخريجين وألف مرحبا بهذه الكوكبة الجديدة لينضموا إلى من سبقوهم من نسورنا صقور الجو، بعد أن أتموا سنوات التدريب ونالوا شهادات التخرج وحملوا الرتب الأولى على أكتافهم إيذانا بانخراطهم في خدمة هذا الوطن الغالي وحمايته من براثن الأعداء.



ولا شك أن تلك الكوكبة نالت من التعليم الكثير والكثير، مما يخص علوم الطيران وهندسته، تلقوا تلك العلوم على أيدى مدربين وطنيين مهرة مارسوا مهنة الطيران وهندستها وشيئا من العلوم العسكرية المهمة، مارسوها سنين وسنين، فما اكتسبوه طوال تلك السنوات حقنوه بعقول أفراد تلك الكوكبة الفتية تحت إشراف إدارة عسكرية علمية وفنية جعلت همها الوصول بتلك الكوكبة إلى الهدف المنشود المتمثل بالقدرة على حماية الدين والوطن بإذن الله.



والذي أريد أن يعرفه الجمهور أن إيجاد تلك الكلية لم يكن جديدا أو وليد اليوم أو الأمس بل إن فكرة الطيران نبعت من لدن تأسيس هذا الكيان، بل منذ أن أحس المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله باستتباب الأمن بهذا الوطن، وما ذلك إلا لبعد نظره واستحضاره المستقبل ولعلمه أن الطيران من أولويات ضرورات حفظ أمن الأوطان، لذا فكر رحمه الله بإنشاء القوة الجوية على جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية، ثم تم نقلها إلى جدة لتتحول إلى مدرسة للطيران تحت إشراف عدد من الطيارين البريطانيين، وبإدارة طيار ألماني، فبدأت الدراسة بستة طلاب للطيران و12 لميكانيكا الطائرات و12 لميكانيكا المحركات في جماد الآخر عام 1346 ولكنها أغلقت لوجود معوقات كان في مقدمتها أن الدراسة كانت بلغة غير عربية وفي 29 /3 /1355 أعيد افتتاحها في جدة ولكنها لم تعش طويلا لعودة المعوقات مرة أخرى، فأغلقت عام 1357 وحول الطلبة إلى مصر لمواصلة دراستهم، وفي عام 1366 افتتحت مدرسة أعمال المطارات في مطار الظهران لتعليم هندسة الطيران، ثم أنشئت مدرسة الطيران بالحوية بالطائف التي بدأت بأربعة طلاب فقط، ومع ذلك تواصلت عملية الابتعاث لدراسة الطيران إلى مصر وبريطانيا وأمريكا، مما كان أساسا لإنشاء مدرسة سلاح الطيران في 30 /4 /1373 بعد عودة الدفعة الأولى من الابتعاث التي كانت نواة لتأسيس سلاح الطيران وتوسعته وذلك بأمر من الأمير سلطان رحمه الله، فتواصل تخريج الطيارين حتى الدفعة الثامنة عام 1383 وقد بلغ عدد الطيارين آنذاك 72 طيارا، ونتيجة للظروف السياسية التي كانت تمر بها البلاد والتطور الهائل في علوم تقنية الطيران، ومن أجل تعميق الفهم لحفظ الوطن، أعلن سمو الأمير سلطان وزير الدفاع والطيران أثناء تخريج الدفعة الـ 26 من كلية الملك عبدالعزيز الحربية في 7 /3 /1387 عن إنشاء كلية الطيران باسم كلية الملك فيصل الجوية للطيران، وتم افتتاحها بتاريخ 10 /10 /1387 غير أن الافتتاح الرسمي تم بعد إتمام التجهيزات والمباني بتاريخ 15 /3 /1390هـ برعاية الملك فيصل رحمه الله.



نستخلص من تلك المسيرة أن المؤسس رحمه الله على الرغم من انشغاله بتوحيد الوطن ولم شمله لم يغفل عن أساسيات أمن الوطن التي من أهمها تعليم الطيران والطيارين، فمنذ أحس باستتباب الأمن بهذا الوطن فكر بهذا النوع من التعليم وما ذلك إلا من أجل حماية مكتسبات الوطن والمواطنين، وليلحق دولته بالدول المتقدمة، فعليك شآبيب رحمة الله يا ابن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وهنيئا لك بما بذرت وهنيئا لك يا خادم الحرمين الشريفين، وهنيئا لكما يا ولي العهد، ويا ولي ولي العهد، وهنيئا لأبناء هذا الوطن على تلك الثمرات التي يقطفها الوطن كل عام من نسور الفضاء حماة الدين والوطن، وإلى الأمام إلى الأمام.