عبدالله المزهر

مالك ومال الناس!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 28 يناير 2017

Sat - 28 Jan 2017

يقول صديقي ـ سابقا ـ الدكتور عبدالله السفياني «الذين يرفضون الحفلات الغنائية عبر تويتر ليسوا هم المجتمع، والذين حضروها كذلك ليسوا هم المجتمع، حزبك ورغبتك شيء والمجتمع شيء آخر». وأتفق مع هذا الكلام الجميل جملة وتفصيلا. وقد لاحظت أن السفياني أصبح حكيما بعد انضمامه لمجلس الشورى، وربما كان السبب في ارتفاع منسوب الحكمة لديه أنه بدأ يجد الكثير من الوقت الذي يتيح له التفكير والتأمل في أحوال الحياة والمجتمع والناس.



والأمر لا يتعلق فقط بالحفلات الغنائية، ففي كل قضية تطرح وموضوع يناقش فإن الأمر يتعلق بفريقين رئيسيين. الفريق الأول هو الفريق الذي لا يعنيه هذا النقاش من الأساس، وهو فريق الناس الحقيقيين الذين لا يكترثون إلا بأمور حياتهم وطرق الكفاح من أجل البقاء وهذا الفريق يشكل كل الناس تقريبا باستثناء بضعة نفر يشكلون الفريق الثاني. والفريق الثاني هو فريق العالم الموازي، وهم نشطاء توتير وكتاب الصحف وإعلاميو بعض البرامج التلفزيونية. وهذا الفريق على قلة عدده إلا أنه منقسم إلى فريقين فرعيين، وكل فريق يدعي أنه أيقونة الخلاص للمجتمع، إما من الرجعية والظلام والتخلف، أو من التغريب والفساد والذهاب إلى جهنم زرافات ووحدانا.



سألني أحد أصدقائي الحاليين ـ لم يغادر قائمة الصعاليك ويصبح برلمانيا بعد ـ عن رأيي في أمسية غنائية أقيمت في الرياض، وهذا سؤال بغيض يكرره بأكثر من صيغة أولئك الذين ليس لديهم رأي محدد، ويريدون أن يستعيروا رأيا جاهزا يدخلون به معركة ما. قلت له يا صديقي «المنتف» ليس لك حاجة في رأيي، إن أردت أن تحضرها فاحضر وإن أردت أن تعتكف في المسجد فاذهب. وأظن أن لديك في حياتك أمورا مهمة فاذهب والتفت لها فذلك أهم من البحث عن رأي مستعمل في شخص يغني في مكان لا تعرفه.



وعلى أي حال..



غضب مني صديقي وقال إني أكره النهي عن المنكر، فأقسمت له أن ما قلته له بشأن الاهتمام بشؤون حياته وترك «اللقافة»، وتأجير عقله لفرق العالم الموازي المتصارعة على لا شيء، لم يكن إلا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.





[email protected]