عبدالله حسن أبوهاشم

بصحبة فريق الآثار في عينونة

الجمعة - 27 يناير 2017

Fri - 27 Jan 2017

وطننا غني بالآثار، ويزخر بالمواقع الأثرية الكثيرة والمنتشرة على مساحة أرضه الواسعة، والتي يعود تاريخ كثير منها إلى آلاف السنين، وتعبر عن حضارات قديمة، وعصور متعددة، وحقب زمنية مختلفة.



وكانت الآثار والمتاحف في السابق تحت إشراف ومسؤولية وزارة التعليم، إلى أن صدر الأمر الملكي الكريم رقم أ/2 في 28/2/1424 بضم وكالة الآثار إلى هيئة السياحة، لتصبح الهيئة مسؤولة عن كل ما يتعلق بقطاع الآثار، إلى جانب مسؤوليتها عن القطاع السياحي، وكم كنت أتمنى لو أنها أنشئت قبل هذا التاريخ بكثير، قبل أن يطال الهدم والإزالة الكثير من التراث العمراني، وبكل أسف، سواء من قبل جهات حكومية كالبلديات، أو عن طريق بعض المواطنين، الذين لا يعرفون قيمة هذه الآثار وأهميتها.



والحقيقة التي لا تنكر أنه ومنذ إنشاء هيئة السياحة والتراث الوطني اختلف الوضع تماما، فبدأت الهيئة تقوم بدورها وواجباتها ومسؤولياتها، وتتحرك بشكل فعلي وجاد وعلمي ومدروس، تجاه المحافظة على الآثار، والمواقع الأثرية وحمايتها، وترميم الكثير منها، واستعادة 29589 قطعة أثرية مفقودة، من داخل المملكة وخارجها، وأوقفت عمليات التعدي على الآثار، ومنعت هدم المواقع القديمة، وهيأت كثيرا من هذه المواقع الأثرية لاستقبال الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، وتوسعت في أعمال البحث والمسوحات والتنقيب، لتصبح أكثر شمولية، واستخدام منهجية دقيقة لاختيار المواقع، من خلال الفرق المحلية، وبمشاركة عدد من البعثات الدولية العلمية لكشف المواقع الأثرية، والتعريف بتاريخها والعهود والحضارات التي تنتمي إليها. وتعمل على أرض المملكة الآن أكثر من 30 بعثة محلية ودولية، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة هي نقطة التقاء عدد من الحضارات القديمة المتعاقبة.



وتهدف هيئة السياحة والتراث الوطني إلى مشاركة المجتمع المحلي من خلال الدعوة لزيارات ميدانية للمواقع الأثرية، للتعريف بأعمالها، وغرس الوعي في المجتمع بأهمية وقيمة الآثار، والمحافظة عليها.



ففي الأسبوع الماضي تلقيت وعدد من المواطنين دعوة كريمة من مدير مكتب السياحة والتراث الوطني بمحافظة ضباء، الأستاذ عبدالهادي بن سعد العنزي، لحضور ورشة العمل التعريفية ببرنامج خادم الحرمين الشريفين، للعناية بالتراث الحضاري، والتي أقامها مركز الدراسات والبحوث الأثرية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ضمن فريق محلي، وبمشاركة فريق بولندي، للتعريف بطبيعة العمل الأثري، وما يتم خلاله من حفريات تنقيبية، ومسوحات ميدانية. وعقدت الورشة في موقع عينونة الأثري، (90 كلم تقريبا عن محافظة ضباء التابعة لمنطقة تبوك)، وتفضل الأستاذ الرائع وليد علي بديوي بشرح مفصل عن هذا الموقع الأثري القديم جدا، الذي يعود تاريخه لعدة عصور متعاقبة بدءا من الفترة النبطية الرومانية. شكرا هيئة السياحة والتراث الوطني على جهودكم، وشكرا على الاستضافة.