(ترمب) يهدد (الإعلامب)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الجمعة - 27 يناير 2017

Fri - 27 Jan 2017

كان وما زال وسيـ... لا والله.. كان فقط الإعلام الحر المستقل المسؤول هو الحارس الأمين لضمير الأمة الأمريكية، الذي لم يتردد لحظة عن كشف (ديكتاتورية) الزعماء السياسيين المنتخبين (ديموقراطيًا)، وعربدة عملاء الـ(FBI) بالدم البشري في شرايين الأرض!



ويسجل التاريخ أن صورة نشرتها مجلة شهيرة على غلافها ـ نتحفظ على اسم المجلة خشية أن يغلقها الزميل خلقة الله (ترمب) ـ لعائلة (فيتنامية) قروية مزقتها آلة الحرب الأمريكية باسم (حرية الشعوب)، كانت هي الوخزة التي أيقظت الضمير الأمريكي؛ فانقلبت المعادلة سريعًا من (75%) كانوا يؤيدون (الحرب المقدسة)، إلى أكثر من (80%) يطالبون بوقف المجزرة القذرة فورًا، ومحاسبة المسؤولين عن توريط الجيش في أفدح هزيمة إنسانية لقيم الأمة الأمريكية الأخلاقية!! وخرجت الحشود بالملايين تعلن رفضها لأن تدفع (الضرائب) لتصرف على مثل هذه (الجرائم)!



وما زال الفن الأمريكي، والسينما، والمسرح، والشعر، والكلمة الحرة التي لا تزني، ولا تأكل من ثديها، تكفِّر عن تلك الخطيئة، وتحاول تطهير تاريخها من العار الأبدي!

وأصبحت (الشفافية) فرضًا تؤديه الخارجية و(البنتاجون) يوميًا لوسائل الإعلام!! ولم تتورط أمريكا في عارٍ جديد، إلى أن جاء الممثل الفاشل (رونالد ريغان)، وحظر دخول المصورين والإعلاميين إلى المواقع العسكرية! وعليهم المِنَّة بتقرير (بائت)، يعده ويقدمه ويمنتجه ويخرجه فريق من (البنتاجون) تحت إشراف مباشر من الـ(FBI)!



وكانت فزاعة (الحرب الباردة) مع الدب (السوفياتي) هي التي وضعت رأس الإعلام الأمريكي تحت (بساطير) العسكر، تحت شبهة أن الأعداء (قد) يستفيدون من وسائل الإعلام... وهل ترضى وسيلة (وطنية) أن تتسبب في ضرر لوطنها؟!



وهكذا لم يكتفِ الإعلاميون بالخوف الذاتي الطبيعي؛ بل راحوا ينشرون (التخويف) في الجماهير، حتى صار شعار (حماية المصالح الأمريكية في الخارج) هو الفيصل في حسم المعارك الانتخابية، ولولاه ما استلم رئاسة العالم أمثال (جورج بوش الابن)، الذي أصدر في أسبوعه الأخير (يناير 2009) عفوًا ـ بدون (شكرًا) والله العظيم ـ عن ظل التاريخ/‏ السواد الأعظم (نيلسون مانديلّا) يخرجه من قائمة (الإرهاب العالمي)! تخيلوا.. (جورج بوش الابن) هو الذي يصنف (مانديلا) إرهابيًا، وأستاذ إبليس (دونالد رامسفيلد) بطلًا قوميًا!!



وظل الإعلام الأمريكي يضلل الشعب الأمريكي باسم (المصلحة الوطنية)، إلى أن سلط الله عليه (ترمب) ـ الإعلامي (بفلوسه) ـ ولن تمضي أشهر حتى يتمنى الإعلاميون الأمريكيون بعض ما يتمتع به زملاؤهم (العرب) من (هامش) للحرية!!