عبدالله محمد الشهراني

المطبات الهوائية لا تسقط الطائرة!

الأربعاء - 25 يناير 2017

Wed - 25 Jan 2017

يقول باتريك سميث مؤلف كتاب (اسأل الكابتن) «أثناء المطبات الهوائية تكون الظروف مزعجة وغير مريحة، لكن الطائرة لن تتحطم »، لذا دعونا نتفق بداية على أن المطبات الهوائية لن تتسبب في سقوط الطائرة مهما كانت قوتها وشدتها. ويقول أيضا المحقق في المجلس الوطني لس المة النقل السيد ألان يورمان «يمكننا فهم المطبات الهوائية كفهمنا لحركة القوارب في البحار عندما تواجه الأمواج والدوامات والرياح ».



ويمكن ببساطة تعريف المطب الهوائي بأنه حركة الرياح التي تسبب تخلخلا في الضغط يؤدي إلى اهتزازات في جسم الطائرة عند المرور بها.

أما عن أهم أسباب حدوث المطبات الهوائية فنحصرها على النحو التالي:

أولا: التقاء تيارين هوائيين بسرعتين مختلفتين، وهذا النوع لا يمكن رؤيته من خ الل الرادار ويكون مفاجئا لقائد الطائرة. السبب الثاني: التيارات الصاعدة والتي تنشط في فصل الصيف على وجه الخصوص، تيارات هوائية تنجم عن حرارة الأرض تصعد إلى السماء مصطدمة بالأجواء الباردة، مكونة سحبا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو عن طريق الرادار. أما إذا كان التيار الصاعد عبارة عن هواء جاف فهو أيضا لا يمكن رؤيته وسوف يكون مفاجئا بالنسبة لطاقم القيادة. ومن ناحية أخرى وبسبب التغير المناخي الناجم عن الاحتباس الحراري فسوف تزداد المطبات الهوائية في السنوات المقبلة. ثالثا: الجبال وما تحدثه من تغيير لشكل التيار بعد اصطدامه بها، والذي يتحول من تيار يسير على شكل خط مستقيم إلى تيار متردد على شكل أمواج، وهذا ما يحدث بالفعل في الرحلات الجوية من وإلى مطار أبها، والمدينة المنورة أيضا وهي الأكثر اضطرابا لسببين، هما، وجود الجبال والتيارات الصاعدة من منطقة الحرات.

السبب الرابع: التيارات النفاثة والتي تصل سرعتها إلى أكثر من 300 كلم/ساعة، وهي تيارات هوائية سريعة تنتقل من غرب العالم إلى شرقه، وهي المتسببة في كون رحلاتنا الجوية من الغرب إلى الشرق أسرع وأقصر وقتا من الرحلات في الاتجاه المعاكس. السبب الخامس: العواصف الرعدية، وهي الأخطر، والتي من المفترض تفاديها سواء في بداية الرحلة أو أثنائها في حالة تغير الطقس. السبب السادس: المطبات الهوائية الصادرة من الطائرات، ونرى ذلك جليا ونستشعره إذا أقلعنا بطائرة صغيرة خلف طائرة كبيرة، وهو أمر مشابه تقريبا عند مرور سفينة كبيرة بالقرب من قارب صغير.



وبعد أن علمنا أن المطبات الهوائية لا تتسبب في إسقاط الطائرة، أود أن أضيف أن جميع الطيارين قد تدربوا على التعامل مع المطبات الهوائية، والأمر بالنسبة لهم سهل وغير معقد. أما إذا عبر الطيار المطبات الهوائية وهو يعلم بوجودها مسبقا فهذا يعني أحد أمرين، إما أن مساحة الاضطرابات كبيرة ولا يمكن تفاديها، أو أنها ليست بالقوية أو المؤثرة. ما عدا ذلك فهو أمر خارج عن السيطرة ولا يمكن التنبؤ به. وفيما يتعلق بالطائرة فهي مرنة بما فيه الكفاية لتفادي أي نوع من المطبات الهوائية، فعلى سبيل المثال نجد الطائرة ايرباص 350 A يستطيع جناحها أن يصعد ويهبط 5.2 م، والطائرة بوينج 787 هي الأخرى ب 8 م تقريبا، ولا ننسى أن حجم الطائرة يلعب دورا كبيرا في مدى تأثر الرحلة بالمطبات الهوائية، فتلك المطبات التي ترعب ركاب طائرة ايرباص 320 قد لا يشعر بها ركاب الطائرة بوينج 747 (الجامبو)، والعكس صحيح.



لكن.. هل هذا يعني عدم وجود أي خطر بسبب المطبات؟ بالنسبة للطائرة فالإجابة هي لا، أما بالنسبة للركاب فنعم، وقد تكون الإصابات خطيرة جدا، حيث تقول الإحصائيات لآخر عشر سنوات في الولايات المتحدة إن متوسط عدد المصابين سنويا بسبب المطبات الهوائية 32 شخصا، 12 من الركاب والبقية مضيفون، والذين هم الأكثر تضررا بالمطبات الهوائية بحكم طبيعة عملهم، وعدم تواجدهم على مقاعدهم عند المرور بمطبات هوائية مفاجئة.



إذن وبكل بساطة: اربط حزام الأمان أثناء جلوسك في المقعد، وتأكد من ذلك أيضا بالنسبة للأطفال، وتذكر أن ارتطامك بأي جزء من أجزاء الطائرة قد يعرضك لإصابة بليغة أو يعرض من حولك من الركاب ل ألذى في حال سقوطك عليهم.



وتمنياتي للجميع بسفر آمن وخال من المطبات الهوائية.



[email protected]