هل نسي الموتُ (أحمد الناصر)؟؟

أخيرًا استوعبت الساحة الشعرية والفنية رحيل (مساعد الرشيدي)؛ لتبحث عن جنازة جديدة ـ ولو بالشائعات الدنيئة ـ لتشبع فيها (قصّاً ولزقًا) بمرثيات مستهلكة شعرًا ونثرًا، لا تخرج عن أغنية (فريد الأطرش) «ما جاني ورحت لو.. وقال لي وقلت لو.. يا عوازل فلفلوا»!!



وقد كان من آخر تغريدتين لمساعد الرشيدي نعيه للعملاق (أحمد الناصر)، فهل ودعته الساحة بما يستحق؟ وما التكريم اللائق بمبدع فنان، تمتد قامته الفارعة كالتاريخ بالابتكار والتجديد في الألحان والبحور الشعرية، لم يكن طاروق (المعوشر) المسجل باسمه إلا أشهرها؟!



لقد استبشر الفنانون بمشروع جبار، أعلنه قبل عدة سنوات وزير الثقافة والإعلام الأسبق السيد (إياد مدني)؛ يهدف إلى توثيق الفنون الوطنية، وتمييز الفلكلور من الحديث، وكان ـ لو رأى النور ـ خير تكريم لأحمد الناصر؛ إذ يضعه في صدارة الحديث من الشعر، وفن (القلطة)، والغناء الشجي العذب؛ حيث حباه الله حنجرة لو لقيت الدعم العلمي المناسب؛ لربما جاءت بسلم موسيقي جديد!!



وقد بدأ الفنان الفطري حياته (جَمَّالًا) ـ (أوبر بعارين) يعني ـ وأكرمه الله بالصلاة في المسجد الأقصى، قبل (20) عامًا من قيام الكيان الصهيوني!



ومع (العقيلات) واصل سيره إلى (أم الدنيا)، و... آه لو ضَلَّ طريقه إلى مقاهي الفنون، ومسارح الموسيقى في القاهرة! لربما اكتشفه (أبوخليل القباني) ـ عم سيدنا نزار ـ أو أسند إليه الموسيقار (الوهابي) دور البطولة في مشهد (جبل التوباد)، من رائعة (مجنون ليلى) للزميل الأمير (أحمد شوقي)! وهل كان يقل عن (خليل الرواف) ـ أول ممثل عربي في (هوليوود) ـ إلا بالمسافة القصيرة بين مدينته (الزلفي) و(بريدة) مدينة (الرواف)؟؟!!



ومن ناحية أخرى فقد ساهم الزمان مع أهله في قلة الوفاء مع هذا الفنان العظيم؛ إذ طعن في السن حتى ظنت الأجيال أن الموت نسيه فعلًا؛ استجابة لدعاء عجائزنا الطيُّوبات من جيله المنقرض (ياعل الموت ينساك)!!



وهو دعاء أقرب للمنطق من قولنا: (الله يحييك)؛ فالموت خلق من خلق الله، (قد) ينسى! ولكن الله تعالى هو الذي جعل الموت حتمًا على الجميع، ولا يضل ربي ولا ينسى!!!



والسؤال من جديد: كيف يكون التكريم الحقيقي للمبدعين؟



وهل يجسد الإجابة الفاخرة غير نادي الطائف الأدبي؛ بمهرجان جائزة (محمد الثبيتي)، ولأربع دورات تتضاءل كلمة (ناجحة) عن وصفها؟؟!!



[email protected]