التهميش يشعل فتيل الكوميديا السوداء بجدة

الثلاثاء - 24 يناير 2017

Tue - 24 Jan 2017

مزيج من الصراعات النفسية المتسببة في معاناة حقيقية، أشعلت فتيل الإبداع لدى مجموعة من الشباب لينطلقوا نحو إدخال فن الكوميديا السوداء على المجتمع، لتحويل هذا المجال إلى أحد أدوات رفع الوعي والثقافة.



محمد الفرّا، رغم نجاحه في الحصول على درجة البكالوريوس بمجالين مختلفين أحدهما الهندسة الطبية والآخر التسويق، خطّ طريقه قبل عامين ونصف لتقديم الكوميديا السوداء كنوع من أنواع التعبير عن رفضه للتهميش في حياته الاجتماعية.



ويقول لـ «مكة» «وصلت في مرحلة من مراحل حياتي إلى الاكتئاب، ومن خلال أحد أصدقائي التحقت بنادي جدة للكوميديا لتقديم النكتة السوداء، رغم إيماني باحتمالية عدم وصولها إلى عدد كبير».



وبرر إصراره على الاستمرار في خط الكوميديا السوداء، برغبته في استماع الناس إليه، وأضاف «أحاول الارتقاء بهذا النوع من الكوميديا بدلا من انتشار المحتويات الفارغة عبر مواقع التواصل».



ولفت إلى ضرورة الاتجاه من الأسفل نحو الأعلى في تقديم الكوميديا السوداء، إذ من غير الممكن انتهاج الفوقية في النكتة، وأضاف «هناك نوع من المسؤولية بداخلنا تحتم علينا تسخير قدراتنا على اختلاف مستوياتها لزيادة الوعي بالمجتمع بفن الكلام».



في حين يشير أحد مقدمي هذا الفن، بتّار البتّار، إلى أن الكوميديا السوداء وسيلة لكسر روتين حياته، لا سيما أنه على أعتاب انتهائه من دراسة طب الأسنان، ويقول لـ «مكة» «حتى أصدقائي لا يرونني كوميديا كوني أميل إلى الجدّية في حياتي».



وذكر أن ظروفا معينة مر بها في حياته أكسبته القدرة على السخرية من مشكلاته، وتابع «كنت أحرص على متابعة رموز الكوميديا العالميين منذ 2005، مع الإيمان بقاعدة كوميدية تنص على أن المأساة مع الوقت يمكن تحويلها إلى نكتة، فزادت رغبتي في دخول هذا المجال».



وأوضح البتار أن تلك الفترة لم يجد الفرصة المناسبة إلى أن تم إطلاق نادي جدة للكوميديا قبل 4 أعوام، وأضاف «لم أكن متفائلا بانتشار هذا النوع من الكوميديا، خاصة أن كثيرا من أفراد المجتمع لا يتقبله، إلا أن هناك مؤشرات تدل على نجاحه في الفترة الحالية»، لافتا إلى سعيه الجاد لتغيير نظرة المجتمع تجاه الكوميديا، إضافة إلى فتح آفاق التفكير ولا سيما أن الكوميديا السوداء تعتمد على طرح قضايا حساسة قد يكون الخوض في نقاشها أمرا شبه مستحيل.



وبصرف النظر عن كونه يعدّ نفسه مملا في حياته، ذكر الكوميدي إسماعيل الحسن الذي يسعى لإنهاء الـ50 ساعة المتبقية له للحصول على درجة البكالوريوس في الإعلام، أن المسرح يخلق من الإنسان شخصية مختلفة.



وقال لـ «مكة» «جرأة الضمير تحتم علينا طرح قضايا حساسة تهم المجتمع بقالب كوميدي هادف، دون البحث عن الربح المادي أو الشهرة»، لافتا إلى أنه بدأ في هذا النوع من الكوميديا قبل عامين ونصف العام.



وأوضح أن إعداد النكتة لا يرتبط بوقت محدد، إذ في بعض الأحيان يستطيع إحداثها خلال ساعة، بينما يحتاج في أوقات أخرى لعام كامل كي يتمكن من إكمالها وتحويلها إلى فكرة هادفة يقدمها عبر مسرح النادي.



أبرز مفاتيح الكوميديا السوداء



- امتلاك الحد الأدنى من الحس الكوميدي

- الجزم بأن جزءا من المجتمع سينتقد

- القدرة على تحويل المأساة إلى نكتة

- اختيار القضايا غير القابلة للنقاش