(بربس) و(جعل الرجاجيل للماحي)!!

قبل أن تعرض ـ دون أن تفرض ـ رأيك النقدي الفني الانطباعي الموضوعي، فيما يقدمه الشباب اليوم من (إفرازات) إعلامية، تذكّر أنك من زمن مختلف، وسواءٌ مدحت أو قدحت؛ فإنك تعتمد مقاييس وقناعات زمنك (المُخْ تلف)، لا زمن من لم تربِّهم لزمنهم، ولا لزمنك، ولا لأي زمن آخر (خالص)!!



وإذا كانت هذه (التعويذة) تقال لناقد فتح عينيه في بيئة فنية محترفة، وتغذّت ذائقته على الإبداع من كل صنف، قبل أن يدرس الفن ويتخصص في نقده أكاديميًا؛ فما التعويذة التي يمكن أن يتقلدها (سعودي) ولد ونشأ و(تربرب) في بيئة جرداء قاحلة من المعاهد والأكاديميات، والمسارح ودور العرض؟



ومن يعترف بذلك ويحترم نفسه وقُرَّاءه؛ لا بد أن يعي حين يشير بإصبع الاتهام للشباب: أن (السبّابة) فقط تشير إليهمهُنّ، بينما تشير (الوسطى) و(البنصر) و(الخنصر) مجتمعةً إليه هو! وتنضم (الإبهام)، وتبصم عليها إدانته الدامغة!!



فإذا وجهتَ سبابة النقد ـ مثلًا ـ (لماجد العيسى) على رقصة (بربس)، وزعمتَ أنها لا تمت إلى الموسيقى الشعبية السعودية بصلة؛ فهل تشعر بأن (الوسطى) تسألك: أين هو الموروث الموسيقي الشعبي؛ لتمسك (العيسى) بأذنه وتقول له: ادرس تراثك يا وليدي جيدًا، قبل أن تسوِّق لـ(بربستك) على أنها تطوير له، ثم تفضحنا في وسائل الإعلام الخارجي بوصفك ممثلًا للفن السعودي!؟؟!



وهل تطيق (البنصر) وهي تسحل ضميرك وتسأل: هل تعرف أنت (المخضرم) تاريخ الفن السعودي؟ هل تستطيع ـ مثلًا يعني ـ أن تقدم لهذا الجيل نبذة مبتسرة عن الشاعر الفنان (أحمد الناصر)؛ الذي توفي قبل أسبوعين، ومر عمره المديد الحافل بالعطاء مرور الكرام، وأمن الطرق، وقطار المشاعر، وكأنه لم يجدد في الشعر الغنائي، ولم يفحم صناديد فن (القلطة) بطواريقه (ألحانه) المدهشة؟



أما (الخنصر) المفعوصة؛ فتخزك كنجمة (السناب) الإماراتية الحلوة (غلا الجسمي) وتقول «شنو (أبو) يعني»؟ ألا ترى أن مونولوج (عسى الرجاجيل للماحي) نقلة واضحة، تدل على أن (ماجد العيسى) يعمل بجد على تطوير موهبته، في ظل غياب مدقع للقدوة من كباااااار الفنانين، وختامها (خميس ومالي خلق أزعل)؟؟



وأخيرًا.. تدمغك (الإبهام) بحقيقة أننا مسؤولون بالكامل إن فشل أبناؤنا، وبالمقابل فليس لنا فضل إن نجحوا!! وأن أصدق ناصح لهذا الجيل هو سيدنا (نزار قباني) بقوله لهمهُنَّ:



نحن آبَاؤُكُم فلا تشبهونا ** نحن أصنامكم فلا تعبدونا!!!!!‏‫



[email protected]