عبدالإله الجبل

من اختطف عقول أبنائنا؟

الاثنين - 23 يناير 2017

Mon - 23 Jan 2017

‏جرائم بشعة، مقاطع دموية، وذكريات مؤلمة هي ما خلفه داعش وفكره الضال، ورغم الجهود والإنجازات العظيمة لرجال الأمن البواسل في إحباط مخططاته وحملات التوعية المكثفة، إلا أنه للأسف ما زال هناك من ينصاع إلى هذا الفكر الضال!



‏فهناك من سلبت عقولهم وهم بين أحضان أسرهم! ‏وهناك من سلب فكرهم رغم انتمائهم لهذه الأرض، ‏ومن هذا المنطلق فإن المسؤولية على عاتق المدرسة والأسرة عظيمة وكبيرة جدا، حيث إن الدولة لم تأل جهدا في القضاء على هذا الفكر، فتحصين العقول بات أمرا ضروريا في ظل التحديات والمواجهات التي تقف فيها المملكة وقفة عظيمة، وما البرنامج الوطني فطن سوى أحد هذه الأمثلة، إذ تم إنشاؤه لوقاية عقول الشباب، فهو يعمل بمثابة أمن فكري لهم ولتأصيل مبدأ الحس الوطني لديهم، ولن تعطي مثل هذه البرامج ثمارها إلا بتضافر الجهود من قبل الجميع؛ الأسرة ووزارة التعليم ووزارة الإعلام ومنابر المساجد والخطب وكل من يملك قلما وتأثيرا لدى المجتمع وأوساط الشباب بوسائل التواصل الاجتماعي ويمثل القدوة، عليه أن يسهم بكلمته بتعرية الفكر الضال والمساهمة بالوقاية من السلوكيات المنحرفة، وأيضا رفع مدى الوعي لدى المواطنين والمقيمين لإفشال كل ما من شأنه الإخلال بأمن هذا الوطن الغالي، وإحباط كل المخططات، ولعل وسائل التواصل اليوم تعد سلاحا ذا حدين، فمع الأسف جميع الشباب المغرر بهم كانت نقطة البداية لهم مواقع التواصل، وذلك بالانسياق وراء الأفكار الهدامة والضالة، ولعل هذه إحدى مساوئ التقنية، إذ غيبت لدى البعض ثقافة الحوار والنقاشات بين أفراد الأسرة، فباتت العزلة خطرا يهدد فكر شبابنا.



يذكر أنه ومع كل إحباط عملية إرهابية تستهدف الوطن تقفز للذاكرة وصية رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمة الله، وكلماته الحاضرة «أقولها بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا، أقول بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم وبكل شيء دافعوا عن وطنكم دافعوا عن أبنائكم دافعوا عن الأجيال القادمة يجب أن نرى عملا إيجابيا ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم».