انطلاق محادثات السلام بأستانة والمعارضة تربط التقدم بتثبيت الهدنة

الاثنين - 23 يناير 2017

Mon - 23 Jan 2017

أكد رئيس وفد الفصائل المعارضة السورية خلال الجلسة الافتتاحية في محادثات السلام في أستانة أنهم أتوا إلى لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية، ولن يذهبوا إلى الخطوات التالية إذا لم يتحقق هذا واقعا على الأرض.



وأضاف القيادي في جيش الإسلام محمد علوش في كلمته في افتتاح المحادثات أمس أن «المعارضة تريد تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا، وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254، ليشكل ذلك ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسي المنشود في سوريا بحسب بيان جنيف 2012.



وشدد علوش على أن «المعارضة لم تأت من أجل تقاسم السلطة، وإنما لإعادة الأمن لسوريا والإفراج عن المعتقلين».

وكانت أولى محادثات السلام في أستانة بدأت أمس بين ممثلين للنظام السوري والفصائل المعارضة لكن دون حوار مباشر بعدما أعلنت الفصائل المسلحة في اللحظة الأخيرة رفضها التفاوض بشكل مباشر مع وفد النظام.



وهذه اللقاءات التي تجرى برعاية روسيا وإيران وتركيا تكرس تغير المعطيات في سوريا في الأشهر الماضية بعد فك الارتباط الأمريكي تدريجيا وتكثيف التدخل الروسي في البلاد.



وافتتحت المحادثات بكلمة وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف أمام الوفدين اللذين تواجدا في الغرفة نفسها حول طاولة مستديرة كبرى.

وخلال محاولات المفاوضات السابقة في جنيف في 2012 و2014 و2016، جلس معارضون سوريون غالبيتهم يقيمون في المنفى وجها لوجه مع ممثلين عن النظام السوري، وفي أستانة أصبح هؤلاء يلعبون دور مستشارين للفصائل المسلحة.



وبعدما تحدث الطرفان لأسابيع عن مفاوضات مباشرة، اختارت فصائل المعارضة في اللحظة الأخيرة عدم الجلوس وجها لوجه مع النظام.

وذكر يحيى العريضي وهو ناطق باسم الفصائل المسلحة أن «أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام النظام حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 ديسمبر» حول وقف لإطلاق النار في سوريا، متحدثا عن وقف القصف والهجوم على وادي بردى.



وزاد العريضي أن الهدف هو أيضا تحسين إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة، قائلا «سيشكل ذلك أساسا قويا يمكن مواصلته في جنيف».

وفي الجلسة الافتتاحية، أضاف عبد الرحمنوف أثناء تلاوة بيان من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف أن «هذا اللقاء يشكل دليلا واضحا على جهود المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في سوريا».



وتابع أن «الطريق الوحيد لتسوية الوضع في سوريا يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادلين».

ويفترض أن ترسي مباحثات أستانة التي تركز على تثبيت وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به في 30 ديسمبر أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من فبراير.



أما الناطق باسم فصائل المعارضة أسامة أبوزيد فقد قال: إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة، لكن إذا لم تنجح لن يكون لنا خيار غير القتال، مؤكدا أن «القضية ليست فقط وقف إطلاق النار»، ملمحا إلى أن «القضية هي وضع آليات مراقبة، وآليات محاسبة وتحقيق»، وزاد «نريد وضع هذه الآليات لكي لا يتكرر هذا المسلسل».



بدوره وصف رئيس وفد النظام بشار الجعفري كلمة علوش بأنها «خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء لمستوى الحدث، وأنها استفزازية»، مشيرا إلى أنهم يأملون من خلال المحادثات تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما.

ميدانيا أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك استمرت أمس في وادي بردى، حيث استأنف النظام محاصرة مضايا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مشيرا إلى أن تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال قتلوا أمس الأول في غارات شنتها طائرات النظام في ريف حمص الشمالي.



آلية ثلاثية لمراقبة الهدنة

تناقلت وسائل إعلام روسية تفاصيل من مسودة البيان الختامي المفترض أن يصدر اليوم في ختام المحادثات السورية بأستانة.

ووفقا لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس فإن المسودة «تتضمن ضرورة إنشاء آلية ثلاثية (روسية تركية إيرانية) لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار».



وتضمنت مسودة البيان كذلك «دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة في محادثات جنيف المقبلة»، كما ترحب الدول الراعية، في المسودة، بفصل الجماعات الإرهابية عن الجماعات المسلحة وتتعهد بقتال تنظيمي داعش وجبهة النصرة بصورة مشتركة.

وستدعو الدول الراعية إلى بدء محادثات بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.



قالوا في المحادثات

يحيى العريضي ناطق باسم الفصائل المسلحة

النظام لم يلتزم حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 ديسمبر.



أسامة أبوزيد الناطق باسم فصائل المعارضة

إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة، لكن إذا لم تنجح لن يكون لنا خيار غير القتال.



خيرت عبدالرحمنوف وزير الخارجية الكازاخستاني

الثقة والتفاهم المتبادلان أساس تسوية الوضع في سوريا.



رئيس وفد النظام بشار الجعفري

كلمة علوش خارجة عن اللياقة الدبلوماسية واستفزازية.