خادم الحرمين والقوات المسلحة.. تطوير مستمر وقرارات تاريخية

الاثنين - 23 يناير 2017

Mon - 23 Jan 2017

حظيت وزارة الدفاع بجميع أفرعها باهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ وقت مبكر، حيث كان قريبا جدا من كل تفاصيل تحديثها المستمر، إذ كان ملازما لإخوانه ملوك السعودية، وعاصر مراحل تطور مؤسسات الدولة، ومن بينها هذه الوزارة العملاقة التي تشمل القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.



التطوير الشامل

وفور صدور الأمر الملكي بتعيينه وزيرا للدفاع في عام 2011 قاد الملك سلمان "الأمير آنذاك"، تطويرا شاملا لقطاعات الوزارة كاملة في العتاد والتدريب والتسليح.

كما حظيت بقية أفرع القوات العسكرية باهتمامه ومتابعته، إذ وقف في عام 1433 على جاهزية قيادة مجموعة الدفاع الجوي الثالثة بمدينة تبوك، وأكد في كلمة بمناسبة زيارته على الكفاءة القتالية لقوات الدفاع الجوي في المنطقة الشمالية الغربية، مهيبا ببذل الجهد والاستعداد الدائم.

كما رعى خلال الزيارة عرضا عسكريا في ميدان مجموعة لواء الملك فهد الثامن في مدينة تبوك، واستعرض الوحدات الرمزية لمختلف القوات العسكرية في المنطقة، والعرض الجوي لفريق الصقور الخضر التي حلقت في السماء في تشكيل استعراضي مقدمة لوحات فنية متنوعة فردية وثنائية وجماعية، وشاهد إنزالا مظليا للقوات الخاصة.



خدمة الشعب

وقال في كلمة بالمناسبة "أيها الإخوة والأبناء يشرفني أن أكون بينكم هذا اليوم لاستعرض قواتنا المسلحة جوية وبرية كما أن سبق أن استعرضت قواتنا البحرية، وأقول لكم نحن والحمد لله في هذا البلد يد واحدة وقلب واحد".

وشدد خادم الحرمين على أن المملكة - ولله الحمد - بلد آمن يتمتع بالاستقرار في ظل عمل هذه البلاد بكتاب الله وسنة رسوله والتي قامت هذه الوحدة عليها. وخاطب أبناءه منسوبي القوات العسكرية قائلا "لقد كان آباؤكم وأجدادكم هم جند عبدالعزيز الذي وحد هذه البلاد على العقيدة الإسلامية وأنتم الآن على نفس النهج مع أبنائه وفي هذا المقام أقول والحمد لله أبناء عبدالعزيز قاموا كما قام والدهم هم على أثره في خدمة هذا الشعب وهذه البلاد".



النهج الإسلامي

وفي لمسة وفاء لشقيقه الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، قال "أيها الإخوة والأبناء في هذا الموقف أتذكر فقيدنا الغالي أخي ووالدي الأمير سلطان - رحمه الله - أرجو له إن شاء الله المغفرة والرحمة، ونرى الآن جهوده أمامنا فيكم يا أبناءه في هذه البلاد والحمد لله بلاد الأمن والاستقرار بلاد الحرمين، يشرفنا أن نكون على النهج الإسلامي كما كان آباؤنا وكما وحد هذه البلاد والدنا عبدالعزيز ورجاله ونحن ولله الحمد على هذا النهج ونرجو الله عز وجل أن يوفقنا فيما يحبه ويرضى ويجعلنا هداة مهتدين".



قاعدة الملك فيصل

وفي ذات الجولة زار - حفظه الله - قاعدة الملك فيصل الجوية بالقطاع الشمالي في مدينة تبوك، واستمع في صالة الإيجاز إلى المشاريع التطويرية للقاعدة، كما افتتح ثلاثة مشاريع، وهي مشروع مركز تدريب الإطفاء، ومشروع السرب 25 المخصص لسرب الطيران العمودي للبحث والإنقاذ، والمشروع الثالث عبارة عن وحدات سكنية لإسكان منسوبي قاعدة الملك فيصل الجوية.



سيف عبدالله

وأشرف الملك سلمان - الأمير آنذاك - على أكبر مناورة عسكرية في تاريخ القوات العسكرية السعودية "سيف عبدالله"، وهي مناورات عسكرية تُحاكي ثلاثة مسارح عمليات على ثلاث جبهات حرب في وقت واحد، وأجريت بمشاركة كل من وزارة الدفاع والحرس الوطني والداخلية.

وجرت مناورة سيف عبدالله خلال الفترة من 16 إلى 27 أبريل 2014 على ثلاثة مسارح عمليات في وقت واحد في المنطقة الجنوبية، والمنطقة الشرقية، والمنطقة الشمالية، لاختلاف تضاريس، ودرجة حرارة وطبيعة الأرض في كل منطقة.

وأديرت عمليات المعارك المنفذة من مركز عمليات موحد في الرياض الذي يعد المركز الرئيس في صناعة واتخاذ القرار العسكري، وتضمنت تطبيق سيناريوهات عدة للمعارك، ومناورات بالذخيرة الحية.



عاصفة الحزم

وبعد مبايعته ملكا للبلاد، حظيت وزارة الدفاع باهتمامه، ونال ثقته الكريمة، الأمير محمد بن سلمان، حيث عينه وزيرا للدفاع.

وشكل قراره في انطلاق عملية عاصفة الحزم، تحولا تاريخيا في مسار الأحداث في المنطقة، وذلك عندما استجابت المملكة وشقيقاتها في دول الخليج العربية من خلال التحالف العربي، لطلب الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لصد اعتداءات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، على الشعب اليمني ومكتسباته وحكومته الشرعية المنتخبة، وتهديدها لأمن وسلامة دول المنطقة.

وقد أوقفت هذه الخطوة التاريخية محاولات التمدد الإيراني في الجزيرة العربية، الرامي لنشر الطائفية، وتعريض منطقة باب المندب والملاحة الدولية لمخاطر كثيرة.



إعادة الأمل

وارتكزت عملية عاصفة الحزم على قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 2216. وبعد أن أتمت عاصفة الحزم أهدافها، قرر التحالف العربي إطلاق عملية إعادة الأمل التي استهدفت إعادة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة من خلال مزيج من العمل الديبلوماسي والعسكري والإغاثي.