سعوديان يبتكران وسيلة تنتج الكهرباء من سير الحجاج على جسر الجمرات

الاثنين - 23 يناير 2017

Mon - 23 Jan 2017

11
11
ابتكر طالبان سعوديان من قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية في كلية الهندسة بجامعة المجمعة، وسيلة حديثة توفر الأموال التي تصرف على إنتاج الطاقة الكهربائية في جسر الجمرات من خلال استخدام الطاقة المتجددة، وسجل الابتكار رسميا بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.



واستغرق العمل على الابتكار ستة أشهر، مركزا على استخدام طاقتي الشمس والرياح، والطاقة الحركية المنبعثة من سير الحجاج على جسر الجمرات أثناء تأديتهم مناسك الحج والعمل على تحويلها جميعها إلى طاقة كهربائية تجمع في محطات كهربائية تمد وحدات التبريد للجسر بالكهرباء، فضلا عن شحن المركبات الكهربائية المستخدمة في نقل الحجاج دون الحاجة لاستخدام طاقات أخرى غير متجددة.



ويتكون الابتكار الذي قدمه الطالبان ثامر العرفج، وجهاد الناهض من ثلاثة أجزاء تعمل على إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال استخدام الطاقة الشمسية الساطعة على طول جسر الجمرات، وتحويلها إلى طاقة كهربائية بحركة ميكانيكية مثبتة عليها مجموعة من ألواح الخلايا الكهروضوئية التي تفتح وتغلق آليا، ويتم التحكم في ميلها وفق شدة الإشعاع الشمسي الساقط على طول الجسر أثناء توليد الطاقة الكهربائية.



وأوضح عميد كلية الهندسة المشرف على هذا الابتكار العلمي الدكتور عبدالله العبدالكريم أن الهدف من التركيز على استخدام الخلايا الشمسية يعود لتميز السعودية بأعلى فيض إشعاعي شمسي في العالم، حيث تصل وحدات الطاقة الضوئية الساقطة على المملكة إلى 2200 كيلوواط لكل متر مربع في السنة.



والجزء الثاني من الابتكار المقترح يعتمد على توليد الطاقة الكهربائية باستخدام محولات الطاقة الكهروضغطية لإنتاج الطاقة الكهربائية بالإجهاد الميكانيكي المتمثل في الضغط الناتج من سير الحجاج على جسر الجمرات، بحيث يتم الحصول على طاقة كهربائية عن طريق استخدام بلورات أو مواد سيراميكية لها خاصية توليد الشحنات الكهربائية.



وأفاد العبدالكريم بأنه عند تطبيق الضغط على المادة تتقارب بعض الشحنات الكهربائية مما يولد على طرفيها جهدا كهربائيا، مبينا أنه يمكن تطبيق محولات الطاقة الكهروضغطية ليس فقط على جسر الجمرات وحسب، بل على مختلف أرجاء منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف تحويل الطاقة الناتجة من سير الحجاج والمركبات الناقلة لهم لطاقة كهربائية صديقة للبيئة.



والجزء الثالث من الابتكار يسعى لاستخدام التوربينات الهوائية ذات السرعات المنخفضة لتحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية، من خلال وضع عدد منها على طول جسر الجمرات، وعلى الجبال الممتدة على أطراف مكة طوال السنة، لأن سرعة الرياح عالية مقارنة بسرعتها على الجسر، وأيضا على طول مسار قطار المشاعر للاستفادة من سرعة الهواء العالية التي يسببها قطار المشاعر أثناء نقل الحجاج من وإلى جسر الجمرات، كما يمكن وضعها على مراوح التهوية التي توضع على طول جسر الجمرات، بهدف الاستفادة من سرعة هواء المراوح وتحويلها إلى طاقة كهربائية يعاد استغلالها مرة أخرى.



وشارك في الإشراف على مشروع الابتكار بجانب العبدالكريم، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الميكانيكية والصناعية في الكلية الدكتور طارق الباجوري، وسجلته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برقم (116370439) بعنوان (جسر الجمرات المكيف باستخدام الطاقات المتجددة).



وتأكيدا لقيمة هذا الابتكار العلمي عرضت كلية الهندسة بجامعة المجمعة تفاصيله على هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بناء على توجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج الأمير خالد الفيصل، من خلال تصميم يحاكي جسر الجمرات لشرح فكرة عمله.



وأفاد العبدالكريم أن وفدا برئاسة مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن زار هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأطلعهم على مضامين الابتكار، بحضور مستشار أمير منطقة مكة المكرمة الأمين العام لهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور هشام الفالح، ووكيل الإمارة المساعد للتنمية المهندس عدنان خوجة، وعدد من المسؤولين في الهيئة.