نجاحات الأعمى التفاوضية تتوجه محافظا للسعودية في أوبك

الاحد - 22 يناير 2017

Sun - 22 Jan 2017

أعلنت منظمة أوبك على موقعها أخيرا عن تعيين أديب الأعمى رسميا كمحافظ للسعودية بدلا عن الدكتور محمد الماضي، لكن للذين يعرفون أوبك في الأشهر الأخيرة، فإن الأعمى ليس جديدا على المنصب.



فبعد أربعة أشهر من المفاوضات حول اتفاق أوبك التي قادها الأعمى على مستوى المحافظين وتحديدا منذ سبتمبر عندما ذهب برفقة وزير البترول والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إلى باريس للقاء أمين عام أوبك محمد باركيندو، كان قد بدأ في مهامه كمحافظ، لكن السعودية أبقت بشكل رسمي على الدكتور الماضي حتى نهاية فترته.



وفيما كان الماضي يحضر اجتماعات مجلس المحافظين لأوبك ويفاوض أطرافا للوصول إلى اتفاق نهائي حول استراتيجية أوبك طويلة المدى، كان الأعمى يحضر إلى الاجتماعات الأخرى للمنظمة بصفته محافظا.



اختلاف في الأسلوب

ويختلف الأعمى كثيرا عن الماضي من ناحية الأسلوب، فمعروف عنه هدوئه وعدم ميله للشدة في الحديث والمفاوضات، كما كان ظاهرا في المفاوضات الأخيرة التي قادها والتي تناولت الجوانب الفنية السابقة لاتفاق أوبك، فيما كان الماضي معروفا بأنه مفاوض حازم وشرس ومتمرس، ما تسبب في تأخير الاتفاق حول استراتيجية أوبك طويلة المدى لأنه اتخذ موقفا قويا من مطالب إيران.



ويعود الفرق بينهما إلى الخبرات الأخيرة، فالماضي قادم من قطاع التسويق في أرامكو، ولهذا فهو معتاد على التعامل مع الزبائن والعملاء والأخذ والجذب معهم، فيما كان الأعمى بعيدا عن التسويق تماما طيلة حياته في أرامكو وكانت أعماله أغلبها داخلية في الشركة، إلا أنه انتقل إلى لندن كنائب العضو المنتدب لشركة أرامكو لأعالي البحار.



خبرة في التخطيط

ويتمتع الأعمى بمسيرة جيدة داخل أرامكو وقطاع النفط، حيث ظل لفترة من الزمن يعمل في إدارة التخطيط في أرامكو وكان مسؤولا عن ما يعرف باسم تطلعات أرامكو الدولية وهي الدراسات التي يتم عرضها على الوزير ومجلس الإدارة والتي تحدد نظرة أرامكو للسوق النفطية على المدى المتوسط والقصير وطويل الأجل.



وكان الأعمى يعمل سوية مع المحافظ السابق للمملكة في أوبك ياسر المفتي في نفس الدائرة في أرامكو، وشكل الاثنان فريقا واحدا وهو ما جعله على دراية بدور ومهمة المحافظ سنوات طويلة من قبل أن يتم ترشيحه للمنصب.



محافظو المملكة السابقون في أوبك

الدكتور محمد الماضي

(ديسمبر 2014 ـ ديسمبر 2016)




في الخامس من ديسمبر 2013 عينت المملكة الدكتور محمد الماضي محافظا في أوبك خلفا لياسر المفتي.



والماضي الحاصل على درجة الدكتوراه في هندسة البترول من جامعة بكين ويتحدث الصينية بطلاقة، إضافة إلى الإنجليزية ولديه إلمام عال بالفرنسية، وأمضى فترة طويلة في الصين، حيث عمل في فرع أرامكو السعودية هناك لمدة خمس سنوات قبل أن ينتقل إلى كوريا الجنوبية كمدير عام لفرع الشركة في 2012.

وخلال سنواته في أوبك لعب دورا بارزا في التخطيط للسياسة النفطية السعودية في فريق الوزير السابق علي النعيمي، وكان الفريق مسؤولا عن سياسة الدفاع عن الحصة السوقية التي تخلى عنها الوزير خالد الفالح منذ توليه منصبه.



وبدأ الماضي مشواره العملي عندما التحق بعد تخرجه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بفرع البنك السعودي الفرنسي في الدمام في 1983 على وظيفة مسؤول الائتمان.



وفي عام 1988 التحق بالشركة السعودية للكهرباء كمنسق للميزانيات الرأسمالية، ليقترب بذلك خطوة من أرامكو السعودية التي التحق بها في 1991 في قسم التخطيط بعيد المدى بنفس مسمى وظيفته السابقة.



وفي 1996 انتقل إلى وحدة تحليل الأعمال التابعة للشركة كمحلل أعلى للطاقة.



وفي 2001، أي في بدايات نمو الطلب الصيني على النفط السعودي انتقل إلى قسم تسويق وإمدادات النفط على وظيفة مدير التسويق ولعل هذه الوظيفة كانت فاتحة عينه على سوق النفط الآسيوي وعلى زبائن المملكة.



وفي 2007 بدأ الماضي رحلته الآسيوية واقترب أكثر من زبائن أرامكو عندما التحق بشركة البترول السعودية الصينية التابعة لأرامكو كنائب للرئيس الإقليمي قبل أن يحط رحاله في كوريا في 2012.



ياسر المفتي

(مايو 2012 ـ ديسمبر 2013)




رغم قصر المدة التي قضاها ياسر المفتي في المنصب، إلا أنه كان أحد أهم المحافظين الحاليين في المنظمة إلى جانب الكويتية سهام رزوقي التي تركت المنصب العام الماضي بعد أن تقاعدت من وزارة النفط الكويتية.

والمفتي الذي أمضى عاما ونصف كمحافظ لأوبك ليس جديدا على عالم المنظمة، فلقد سبق وأن كان الممثل الوطني للمملكة في أوبك لبضع سنوات في منتصف العقد الماضي. ويصفه بعض المقربون أنه أحد أكفأ الأشخاص الذي يمكن أن تعينهم المملكة في هذا المنصب، أما عن سبب رحيله، فكان بحسب روايات المصادر لأسباب شخصية.



وبعد تخليه عن المنصب في ديسمبر الماضي، تولى المفتي منصبا جديدا في أرامكو السعودية يشرف من خلاله على استراتيجية تحول أرامكو وهي الخطة التي تنفذها الشركة لتتحول من مجرد شركة نفط إلى شركة طاقة متكاملة.



وبعد تخرجه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بدأ ياسر رحلته العملية كمهندس في شركة شلمبرجير للحفر وخدمات الحقول قبل أن يلتحق في أرامكو السعودية والتي تدرج فيها بسرعة هائلة بين العديد من المناصب الاقتصادية والفنية والتسويقية.



فعلى الناحية الاقتصادية، عمل كمستشار لتوقعات الطاقة في أرامكو، إضافة إلى عمله في السنوات الأخيرة كمدير في دارة التخطيط بعيد المدى.



وفنيا، عمل كمدير لمعمل الغاز في الحوية ومديرا لإدارة حقن مياه البحر في الحقول ومديرا لخدمات الإنتاج في منطقة الأعمال الجنوبية لأرامكو والتي يندرج تحتها أهم وأكبر حقول الشركة كأبقيق والغوار.



وعمل مدير للتسويق في شركة أرامكو لأعالي البحار المحدودة وكمحلل للتسويق في أرامكو السعودية.



ماجد المنيف

(أكتوبر 2003 ـ مايو 2012)




يختلف ماجد المنيف عن كل من أتوا بعده بأنه لم يأت من خلفية فنية أو تسويقية للنفط، إذ إنه جاء من خلفية أكاديمية بحتة في الاقتصاد.



فالمنيف الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد من الولايات المتحدة، كان أستاذا للاقتصاد في جامعة الملك سعود في الرياض لأكثر من 17 عاما (1982 إلى 1999).



والتحق المنيف بعالم النفط في أحد أهم وأصعب السنوات على السوق العالمية، إذ بدأ عمله كمستشار في وزارة البترول وفي أرامكو السعودية في يونيو 1990 أي قبل شهرين فقط من غزو العراق للكويت.



وظل المنيف على هذا المنصب لمدة 23 عاما، تقلد خلالها العديد من المناصب الأخرى كعضويته في مجلس الشورى لتسع سنوات من يناير 2005 حتى مطلع 2013.



وكان عضوا في العديد من الهيئات الاستشارية السعودية أو الخليجية، كما ترأس جمعية الاقتصاد السعودية.



ولعل أبرز المحطات في مسيرته العملية توليه منصب محافظ المملكة في أوبك 2003 حتى 2012، ثم تعيينه في مطلع 2013 كأمين عام للمجلس الاقتصادي الأعلى.



وكانت آخر محطات المنيف العملية هي تعيينه في أواخر 2013 كعضو في مجلس إدارة أرامكو السعودية للمرة الأولى، كما أن المنيف مرشح المملكة الرسمي حتى العام الماضي لمنصب الأمين العام لمنظمة أوبك، وهو الترشيح الذي أثار جدلا كبيرا نظرا لأن الصراع كان محتدما على المنصب بين العراق وإيران والمملكة.



سليمان الحربش

فبراير 1990 أكتوبر 2003


أمضى سليمان جاسر الحربش والمولود في الرس 1942 نحو 13 عاما في منصبه كمحافظ للمملكة في أوبك، إلا أن بدايته مع عالم النفط كانت أقدم من هذا بكثير.



بدأ مشواره العملي قبل أن يتم مشواره الأكاديمي، حيث التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية في 1962، أي قبل أربع سنوات من تخرجه من جامعة القاهرة بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ترينتي في تكساس بالولايات المتحدة عام 1974.



وفي 1990، تم تعيينه كمحافظ للمملكة في أوبك حتى أكتوبر 2003، وبعد تركه لمنصب المحافظ تم اختياره في نوفمبر من نفس العام ليكون المدير العام لصندوق أوبك للتنمية (الأوفيد)، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حتى لحظة كتابة هذه السطور.



وتنقل الحربش بين العديد من المناصب داخل الوزارة والتحق بالعديد من مجالس إدارات الشركات النفطية والتعدينية في المملكة، وكانت سيرته الذاتية حافلة وثرية. وكان حاضرا في أغلب المناسبات النفطية المهمة خلال السبعينات والثمانينات الميلادية وهي أكثر الفترات صعوبة في تاريخ النفط وهو ما أكسبه خبرة واسعة في فهم السوق ومتغيراته.



ولم ينقطع عن حضور اجتماعات أوبك من 1974 إلى 2003 وهي الفترة الأصعب في تاريخ المنظمة عندما كانت الخلافات تهدد استقرارها واستمراريتها.



وفي 1968 حضر الحربش في العاصمة الهندية نيودلهي المؤتمر العام لمنظمة الأونكتاد وكان حينها أصغر ممثل رسمي سنا يحضر الاجتماع، وهي التجربة التي يراها في غاية الأهمية حيث فتحت عينه على كثير من الأمور. ويعرف الحربش داخل أروقة أوبك بأنه شديد وسريع الغضب ولعل هذه هي السمة الأكثر شهرة عنه من خلال حديث كل من عملوا معه أو عاصروه.