بسام فتيني

روح الثبيتي.. اتحاد الفن بالأدبي الثقافي في الطائف!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 22 يناير 2017

Sun - 22 Jan 2017

تبدأ القصة بوجود صور الراحل محمد الثبيتي (سيد البيد) في كل مكان! في غرفتي، وفي ممر الفندق، وفي البهو، وفي وجوه الحاضرين، وتبدأ الليلة بمزيج من الفلكلور الطائفي المميز الذي جعل الكبير قدرا وتاريخا الدكتور علي الدميني يتهادى رقصا وعلى يمينه الدكتور سعيد السريحي يدا بيد يصنعان جسرا من الجمال لا ينقطع.



يبدأ الحفل برفع الستار ليظهر وجه مفرح الشقيقي كصوت القمح من حقول جازان، معلنا كرنفال التتويج من البحرين إلى موريتانيا! يصعد البحريني قاسم حداد للمسرح، وقبله محمد يعقوب الجازاني المتوج في ليلته (الثبيتية)، والموريتاني الدكتور محمد ولد متال بشعرية (التناص).



يحدث كل هذا تحت نظر فريقين وضعا تتويج ثقافة وأدب الطائف هدفا فحققوه، فقد كان الأستاذ عطالله الجعيد وفريق عمله من النادي الأدبي، والأستاذ فيصل الخديدي وفريقه من جمعية الثقافة والفنون، أقول كانوا بحق نموذجا ومدرسة في تفعيل التكامل، والذي كانت نتيجته نجاحا ساحقا وتصفيقا ودعوات بالتوفيق لكل هذه الروعة.



ثم أتعتقدون أن هذا كل ما حدث؟ لا يا سادة، كانت الليلة الطائفية مبهرة بكل المقاييس، فقد حضر المسرح فجسد (تشويش) لوحة بصوت خالد الشيخ. كان المكان لحظتها في ذهول من هذا التمازج الفني النادر، حتى أوتار العود حضرت على خشبة المسرح، فكان أحدهم يعزف ويجاريه قاسم حداد شعرا، ثم يلحق بهما محمد يعقوب بكلماته المتوجة، وبعد كل هذا أقول لنفسي أولا ثم لكل من يعتقد بأن البون شاسع بيننا وبين الأندية الأدبية، بأن الخلل ليس في الكيانات، بل في عقلية الإدارات، ولا يمكن القول أو القبول بأن كل الأندية كنادي الطائف.



لكن سامح الله من ركن إلى السكون كنادي مكة الأدبي، أو اتجه إلى الأبراج العالية كنادي جدة الأدبي! وهنا أوجه رسالة إلى السادة في النادي الأدبي والسادة جمعية الثقافة والفنون بجدة وأقول لهم تعلموا من تكامل جيرانكم هنا في الطائف، لو اتحدتم لكنتم قوة ضاربة لا يقف أمامكم أحد، بل سيدعمكم الجميع، وحينها لن يكون أكبر اهتماماتكم إخراج أحدكم من مبنى لا تملكونه أصلا، أو استحصال إيجار من طرف لطرف!



خاتمة، أكرر دعوتي للإخوة في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بجدة للجلوس على طاولة الحوار والصلح، وسيكون العرض هذه المرة (sea food) طالما لم يحدث الصلح بالعرض السابق (كباب الميرو)!