هل الكمال عائق عن الوصول؟

الاحد - 22 يناير 2017

Sun - 22 Jan 2017

دائما تواجهنا نصائح من النوع الذي يؤكد على أنه ليس هناك شيء مثالي، وأنه يجب ألا نرهق أنفسنا في البحث عن الكمال، هل من الخطأ فعلا أن نكون راغبين على الدوام بالمثالية والكمال؟



أجابت "إليزابيث لومباردو" عبر موقع "Psychology Today" أنه لا يوجد أي خطأ في هذا إلا إذا بدأ في التأثير السلبي علينا، وصورت إليزابيث سلبية الكمال بخليط الكعك المكون من أجود المكونات وأفضلها ولكنه صب أخيرا في وعاء متسخ بالرمل.



إنه بالرغم من جودة المكونات ومثاليتها إلا أننا سنرفض تماما تناول هذه الكعكة، هناك كثير من الكمالية، إلا أن عنصرا واحدا أفسدها.



فيما يلي خمسة عناصر من الكمالية شبهتها الكاتبة بالرمل في الكعكة:

1 تقدير الذات المشروط:

إحساسنا بالقيمة له تأثير مباشر على كل تعاملاتنا، فالكماليون يحددون قيمتهم بشروط معينة، وعلى رأسها النتائج التي يحصلون عليها، فهم ينظرون إلى أنفسهم باعتبارها ذات قيمة وفقا للنتيجة التي حصلوا عليها أخيرا.

هذا البحث الخارجي للشعور بالقيمة يمكن أن يكون مرهقا للغاية، يشعر الكماليون كما لو أنهم يتراجعون باستمرار نتيجة المعايير الصارمة التي يستخدمونها لتحديد جدارتهم، وأي انتصارات أو نجاحات تكون قصيرة الأجل، لأن الكماليين يركزون بسرعة على إيجاد وسيلة للشعور بالرضا عن أنفسهم.



2 التخصيص:

الكماليون يرون الأشياء من حيث كل شيء أو لا شيء، فهم ينظرون إلى الشيء إما أن يكون مثاليا أو فاشلا، وبعد ذلك يأخذون خطوة أخرى إلى الأمام.

"إذا كان فشلا"، يعني "أني فاشل"، الكماليون لا يريدون أن يكونوا فاشلين، يتخذون خطوات استثنائية لمنع حدوث الفشل.



3 الخوف من الفشل:

في الواقع، الخوف من الفشل، وليس الرغبة في الكمال، هو الذي يغذي معظم الكماليين، هذا الخوف يقلل من احتمالية اتخاذ المخاطر المحسوبة، التي غالبا ما تكون حيوية لتحقيق تغييرات إيجابية.



4 التسويف:

يدفع الخوف من الفشل الكماليين إلى تأجيل البدء أو الانتهاء من المهمة، "لومباردو" ذاتها استغرقت عامين من أجل نشر كتابها الأول، ولم ترغب في مشاركة الكتاب مع أي شخص آخر إلى أن بدا لها جاهزا للنشر.

على الرغم من أنها لو اعتمدت على محرر آخر يشاركها إنجاز المؤلف، لكانت النتيجة قد ظهرت بشكل أفضل، ولنشر الكتاب في وقت أسرع.



5 الإجهاد:

الكمالية يمكن أن تجلب الضغط إلى كل جزء من حياتك، بما في ذلك:



الصحة النفسية: يؤثر استمرار السعي إلى الكمال على العواطف، مما يجعل الكماليين أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.



الصحة الجسدية: بيولوجيا، فإن الضغط الذي يسببه مبدأ الكمال يمكن أن يعوق وظائف المناعة؛ مما يجعلها أكثر صرامة لمحاربة العدوى. سلوكيا، الكمالية يمكن أن تؤثر على التصرفات.



العلاقات: الكمالية يمكن أن تؤثر على علاقاتك لأنه عندما يكون لديك معايير عالية بشكل غير واقعي لنفسك، فإنك تميل إلى أن يكون لديك معايير غير واقعية على حد سواء لأشخاص آخرين. هذا يمكن أن يؤدي إلى توتر هائل.



العمل: الكمالية يمكن أن تؤثر على عملك إلى الحد الذي لا يمكن معه عدم الانتهاء من المشاريع، وتجد صعوبة في تفويض الآخرين، أو العمل لساعات إضافية فقط للتأكد من أن عملك النهائي هو "الكمال".



المرح: تقف الكمالية حائلا بينك وبين قدرتك على الاستمتاع بالحياة، فالعديد يقولون "سأستمتع بوقتي عندما أنتهي من عملي"، لكن بسبب محاولتهم للشعور بالرضا عن أنفسهم فهذا يؤخرهم عن التمتع بحياتهم.



الروحانية: الكمالية تؤثر سلبا على صحتك الروحية. من الصعب التركيز على الذات الحقيقية والمعتقدات الروحية الخاصة بك عندما تكون قلقا أكثر من اللازم حول جعل الأمور كاملة.

إن الكمال لدى الكماليين مرتبط بشروط كثيرة.



تختتم "لومباردو" المقال بقولها إنه يمكنك التخلص من التراب وتناول كعكة الشوكولاته الكبيرة، بأن تكون أفضل من الكمال، وهذا يعني أنك تبقي على جميع العناصر الجيدة من الكمال، وتسعى لتحقيق النجاح، وتساعد الآخرين ليكونوا سعداء، وتدفع نفسك نحو التميز وبهذا يمكن التخلص من الأوساخ وعوائق الكمال.