سعد (إيليَّا) أبي مدهش!!

سيقف النقد الفني حائرًا في وصف هذه (الظاهرة) المدهشة حقًا، المعجونة من معلم مبدع، وإنسان ظريف ليس في قاموسه إلا الحب والنقاء والوفاء؛ حتى إذا طلب للحديث تكريمًا لزميلٍ له؛ تنحنح ثم بسمل وصلى على النبي وقال «حسنات صديقي كثيرة؛ لا يمكن إحصاؤها في هذه العجالة؛ فاسمحوا لي أن أقتصر على ذكر بعض (عيوبه) التي لا تعرفونها، وأهمها: الطيبة، والكرم، والإخلاص، وفعل الخير والبر والإحسان... وهنا اضطر (فايز المالكي) لمقاطعته ذات مرة قائلًا «يا ويلي ويلاه ليتني ما سلّفتك الـ(500) ريال»!!!



أما الفن فلم يحترفه ويفرغ له إلا بعد التقاعد من التعليم! ولهذا يطلق عليه بعض زملائه لقب (نابغة السُّلمية)؛ وهي القرية العريقة في (اليمامة) قديمًا، ومحافظة (الخرج) حاليًا!!



ورغم أنه مثقف واسع الاطلاع، وخبير بكل فن، إلا أنه اختار التركيز على (الفن التجاري) أو فن (الإفِّيهات)؛ كما يسميه بعض الأكاديميين احتقارًا! أو فن (التهريج) كما يسميه الأخخخخ/ أنا؛ احترامًا وتقديرًا لممارسيه!



أما (سعد) فلا يعبأ بالتصنيفات، وكل ما يهدف إليه هو الإضحاك ونشر الابتسامة على شفاه المتلقين، الذين توسعت شريحتهم من فصل (أولى/ مطبخ) إلى الوطن كله، ثم إلى الخليج العربي من كويته إلى عمانه!!



ولكنه بالهيام في كل وادٍ سيجني في النهاية على مواهبه المتعددة؛ تحقيقًا للعبارة الشهيرة القائلة «لن يكون شيئًا من أراد أن يكون كل شيء»!! فلن يكون ممثلًا مميزًا، ولا مسرحيًا حقيقيًا، ولا سينارستًا يشار إليه بالبنان، ولا فنانًا شعبيًا ذا حس موسيقي رقيق، ولا نجمًا وسيمًا يهتدي به السارون في الشعر!



وقد اقترح الأخخخخ/ أنا ذات مرارة على الفنان (فايز المالكي) أن يتخصص في فن (المونولوج)؛ فهو أقدر السعوديين على بعثه، واستلام رايته من (المونولوجست) الأعظم (عبدالعزيز الهزاع)!



ولكننا اليوم ننقل هذا الاقتراح للفنان (سعد المدهش)؛ بعد أن أدهش الناس بمقاطع من الشعر الفكاهي ـ وهو المادة (الخام) للمونولوج ـ كان آخرها (ضاع راتبي) معارضًا قصيدة (الطلاسم) لشاعر التفاؤل الأكبر (إيليا أبي ماضي)، وقد شدا بمقطوعات منها الموسيقار (الوهابي)، في لحنٍ كان فتحًا جديدًا في الأغنية العربية!



وما المانع أن يتعاون مع صديقه (مناحي) ليكمل (نواقصه)؛ حيث إن صوته في الغناء مدهش بدرجة (يا الله لك الحمد)! كما أن كاريزما (فايز المالكي) أكرز منه (شوي)؟؟!



[email protected]