عبدالله حسن أبوهاشم

زواج القاصرات وموقف أمير تبوك

الجمعة - 20 يناير 2017

Fri - 20 Jan 2017

في كثير من دول العالم، هناك قانون يحدد السن المسموح بها لزواج الفتيات ولا يسمح لمن يقل عمرها عن هذه السن بالزواج ولا يحق للمأذون أن يعقد قرانها مهما كانت الأسباب، ومن يفعل ذلك يعد مخالفا للنظام ويتعرض للعقوبة.



نحن لدينا أيضا نظام مشابه لذلك. فالمادة 16 من الفقرة الثالثة من اللائحة التنفيذية لنظام الحماية تنص على أنه يلزم قبل إبرام عقد الزواج التأكد بأن من يقل عمره عن 18 عاما لن يلحق به الضرر ويحقق مصالحه الفضلى ذكرا كان أم أنثى. يلاحظ أن النظام لا يمنع من إجراء عقد الزواج بالقاصرات منعا باتا طالما به استثناء يسمح بالزواج بأقل من 18 سنة، إذا تأكد أنه لا يلحق بها الضرر ويحقق المصالح الفضلى، فهذا الاستثناء يعد بمثابة الثغرة التي يمكن الدخول من خلالها والاستناد عليها واستغلالها بكل بساطة وسهولة لتحقيق الغاية، وبالتالي تنتهك الطفولة وتقتل البراءة باسم النظام والدين معا دون النظر إلى أضرار هذا النوع من الزواج وآثاره السلبية في العديد من الجوانب. ولا أعلم كيف يثبت أنه لن يلحق به أو بها الضرر؟ وكيف يتم تحديد المصالح الفضلى؟ ومن الذي يحددها؟



قبل عدة أسابيع، تابعنا ما تناقلته وسائل الإعلام وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع عن زواج سبعيني من فتاة قاصر عمرها 16 سنة في مدينة تبوك.

الموقف الذي حظي بإشادة وإعجاب وتقدير الجميع بمن فيهم الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة تبوك ونقلته وسائل الإعلام كافة هو موقف صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك الذي تفاعل مع الحدث وتدخل بشكل مباشر، مبديا اعتراضه الواضح والصريح لهذا الزواج ووجه بإحالة الموضوع إلى المحكمة للبت فيه، وإيقاف أي إجراءات لحين صدور الحكم الشرعي في الواقعة، وبناء على ما يتقرر سيتم إكمال اللازم وفق نظام الحماية ولائحته التنفيذية. كما طلب سموه من وزير العدل إيقاف مأذون الأنكحة الذي عقد قران الطفلة عن إجراء عقود النكاح، وذلك في إطار استكمال التحقيق ومراجعة جميع الإجراءات التي تمت في موضوع الزواج ومدى موافقتها للتعليمات.



حين يكون لأمير المنطقة هذا الموقف القوي والواضح في مثل هذه القضايا، لا شك أنه يدعم ويساند الجهة المسؤولة عن متابعة مثل هذه الأحداث وهي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ويقوي من همة وعزيمة العاملين في هذا المجال ليقوموا بدورهم ويؤدوا عملهم وواجبهم بحماس شديد وبالشكل المطلوب والصحيح.

أخيرا أقول: دعوا الأطفال يشبعون من طفولتهم ويتمتعون بحياتهم الجميلة والبريئة، لا تستعجلوا على القفز بأعمارهم كما يقفز بعضنا على الأنظمة والقوانين.