دخيل سليمان المحمدي

مسرحيات الدمار في أوقات الاختبار

الجمعة - 20 يناير 2017

Fri - 20 Jan 2017

في كل عام تزامنا مع هذه الأيام يتوالى عدد من المشاكل الاجتماعية الموسمية التي نشهدها ونشاهدها، وتمثل هاجسا لأولياء الأمور الذين يعيشون قلقا موسميا في هذا الوقت الذي يمر فيه أبناؤهم الطلاب والطالبات بفترة مهمة في حياتهم الدراسية، تتعلق بتحديد مستقبلهم التعليمي، وهي مرحلة الاختبارات، والتي يصاحبها غالبا نوع من القلق والتوتر، كونها وقت الحصاد الذي يكثر به وجود المضاد، الذي يتمثل بمن هم للنجاح حساد، مما يؤرق أولياء الأمور في هذه الفترة بهاجس مقلق خشية سقوط أبنائهم لا في النجاح والتقييم المدرسي فحسب، بل في مصائد الخطر المتربصة بهم.



وأعني في هذا المقال طلاب المرحلة الثانوية، حيث إنهم الهدف الأول لأعداء النجاح والمروجين لإيقاعهم في أحد أضلاع الثلاثية القاتلة المصاحبة لهذه الفترة، وهي: التدخين والمخدرات والتفحيط، بحكم أنهم على عتبة مرحلة مفصلية في حياتهم، ويرون أنهم فيما لو استخدموا هذه المنشطات أثرها لن يطول، باعتقادهم أنهم سيتركونها بعد نهاية اختباراتهم مباشرة، ولا يدركون أنها ربما تكون بداية لنهاية مستقبلهم.



يعلم الجميع أن هذه الأيام يجد بها الطالب المراهق متسعا من الوقت ليمارس تنمره، ويعبر عن نزعاته وطيشه، وذلك في استغلال وقت ما بعد خروجه من صالة الامتحان الذي يبدأ به ببطولة فصول مسرحيته بممارسة التفحيط واستعراض مهاراته القاتلة أمام حشد من زملائه المشجعين على مثل هذا الخطر الظالم لروحه، فكم من بطل على شاكلته لم يسدل ستار فصول مسرحيته إلا بعد نقله على متن سيارة الشرشورة. وهناك أيضا من يبدأ فصول مسرحيته بالاتجاه إلى المقاهي ليستقبله على خشبة المسرح شياطين الإنس، التي تعمل على أن تهوي به في مزالق دروب الهلاك والفساد التي قد يكون منها وباء المخدرات. وكم من بطل على شاكلته لم يسدل ستار فصول مسرحيته إلا بعد أن صار مدمنا معتوها خلف قضبان السجن الأبدي.



ولا ننسى أيضا النوع الثالث الذي تتزامن عنده إفرازات إنزيمات (مرض المرجلة الزائفة) والتي نشاهد تأثيراتها وأعراضها في ممارسة التفحيط أمام مدارس البنات في مثل هذه الأوقات، فكم من شاب تم نقله جثة هامدة من أمام أسوار تلك المدارس، وكم من شاب تعاقد مع الكرسي المتحرك بعقود أبدية مدى الحياة بسبب ذلك الطيش والتفحيط.



فلهذا يجب على ولي الأمر معرفة جدول ابنه أو ابنته، وأن يتواصل معهما بشكل مباشر بعد انتهاء فترات الاختبار إن تيسر له ذلك، وإلا فإنه يجب أن يحضر لاستلامهما بعد نهاية الاختبار مباشرة.



أتمنى أن تجتهد إدارات المدارس بالتعاون مع إدارات المرور ومكافحة المخدرات بإحياء ما يسمى بالأسابيع الميتة، والتي تسبق مواعيد الاختبارات بالمحاضرات وعرض الكثير من المقاطع المخيفة نتيجة الحوادث والمخدرات، وإجبار طلابهم على الحضور بعمل تحضير يومي، ومن يتغيب يتم إبلاغ ولي أمره وحرمانه من دخول الاختبارات.