مانع اليامي

المخلص ضائع.. والسلام

الجمعة - 20 يناير 2017

Fri - 20 Jan 2017

المخلص منسي، بل ضائع. سمة تشكل القاسم المشترك في الوطن العربي، هكذا حدثني أحدهم باختصار عن رؤيته لواقع الحال على سطح الكرة الأرضية العربية. كأني به يقول الحظ الوافر للمداهن وأهل الدرك الأسفل والنهابة. تأملت رأيه وعايرته على مؤشر الملاحظات الشخصية والرصد المتواضع، ولم أجد بدا من الانحياز لما قال، حيث لا مجال للتملص وسوق التبريرات في وقت تسلق فيه الهازل عنوة، وتمددت فيه النطيح دون حياء وبحضور لافت.



المتأمل للوضع اليوم لا يجد للمخلص بمعنى الإخلاص ومداه فرصة، بقدر ما يجد الهماز اللماز والمطبل بلغة العصر من فرص ومنافع، هل يا ترى المخلص في حساب المضمون ولا داعي ثمة للالتفات له، مقابل ما يفترض حدوثه من انشغال بشؤون اللامخلص المتربع أحيانا في صدر مجلس الاهتمام؟ لسان حال غالبية أبناء وبنات الوطن العربي يقول بكل صراحة إن الإخلاص في وقتنا الحالي لا يجر حتى أدنى درجات التقدير أو الاعتبار. كل ما في الأمر في النهاية دعوات بحلول البركة، وقليل من عبارات الثناء المفتوحة على الفضاء الواسع أيضا. في الختام تحيات عابرة استهلكت قيمة الإخلاص لغة واصطلاحا، وجعلت منه سلوكا عابرا لا يغني ولا يسمن من جوع في قناعات السواد الأعظم. رأيي أن مفهوم الإخلاص السائد يشكل حاله ويعبر عن أحواله من خلال التكتل الضيق المحيط بصاحب القرار، وليس بالضرورة أن يكون صاحب القرار هو رأس الهرم الأعلى، فثمة وزارات ومصالح وهيئات وشرائح مجتمع تشكل أخصب تربة لتحرك هذا المفهوم ذهابا وإيابا.



لعل أسوأ ما يحل بالناس أن يفقدوا التقدير وتحقيق الذات، هذا بشكل عام، والأهم الأكثر تأثيرا على النفس أن يشعر المخلص بأنه خارج حسابات الاعتبار والتقدير في مواجهة ما يغط به المشهد العام من قرائن تؤكد تلميحا وتصريحا على تقدم المشاغب في الساحة أيضا المنافق، وبلا شك كل صاحب مصالح ضيقة.



عموما، وعي الناس توسع ومن السهل رصد حركة الأيام وما يدور فيها وعليها، وتبقى الحقيقة الراسخة هي أن المخلص لوطنه يدور في فلك عهد ميثاق المواطنة بدون هوية، فهل يجوز تناسيه، وهل يحق تجاهله؟



في الختام لو التفتت الدول العربية للمخلصين لما توسع انشغالها بغيرهم كما يبدو.. هذا رأيي وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]